تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
نحن نقطع أن الصدق في هذه الظروف حسن وفيتلك الظروف أو الشرائط قبيح. والأشخاصالذين يذكرون هذه الموارد يريدون أنيقولوا: إن النسبية الأخلاقية والقيميّةمقبولة حتى في الفكر الإسلامي، وأماالبيان العلمي والفني الذي ذكروه بصددبيان هذه المسألة فيحتاج إلى شرح وتفصيلخاص خارج عن محلّ بحثنا الفعلي. وما يمكن أن نقوله هنا هو: أننا إذا لاحظنافي كل قضية جميع الشروط والظروف المحيطة،فلن تكون أي قضية نسبية وكلها ستكونمطلقة.ولتوضيح ذلك نذكر هذا المثال وهو: لوسألَنا شخص في الفيزياء عن درجة حرارةالماء عندما يغلي; لقلنا له أن الماء يغليفي درجة حرارة مائة، فإذا جاء بماء مالحجدا أو أخذ الماء إلى مكان يكون فيه ضغطالهواء أكثر أو أقل من الحالة العادية، ثمشرع بتسخينه لر أينا أنه يغلي في درجةحرارة أكثر أو أقل من مائة بقليل، ولكنلايدّعي أحد بوجود النسبية في هذا المثال،غايته وجود مسامحة في الجواب ولم تُبيّنالقضية بشكل دقيق وكامل، وأما البيانوالجواب الدقيق عن سؤال ذلك الشخص فأننقول: إن الماء بهذه النسبة من الأملاحوبهذه الدرجة من ضغط الهواء يغلي في درجةحرارة مائة، وكل الفيزيائيينوالكيميائيين يعلمون أن الماء يغلي فيدرجة حرارة مائة بشروط خاصة، ولكن عندمايكتبون هذه القاعدة يكتبونها مع نوع منالمسامحة ومع حذف تلك القيود والشرائط،ويقولون: إن الماء يغلي في درجة حرارةمائة. وأمثال هذه القضايا كثيرة في العلوم،ولكن لا تدل أبداً على النسبية أو على عدمكلّية القضايا، وإنما حصل ذلك لنوع منالمسامحة وعدم ذكر كلّ القيود والشروطأثناء بيانها وعرضها.