جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 229
نمايش فراداده

قال أرسطاطاليس إن القياسات الجدلية هيالمؤلفة من الذائعات و إنما قال ذلك لكونالجدل صناعة معدة لمخاطبة كل إنسان و في كلمسألة كلية على طريق الاتصاف بالعقلالعامي و إنما يتوصل إلى ذلك بالمقدماتالمشهورة و المسلمة من الخصوم.

إذا عرفت هذا فاعلم أن المشهورات إما أنتكون مطلقة مشهورة عند الجمهور أو محدودةتكون مشهورة عند قوم دون قوم و الأولى إماأن يحمدها الجمهور بحسب العقل العملي و هيالمسماة بالآراء المحمودة لأنها محمودةعند رأيهم كقولنا العدل حسن و الظلم قبيح.

و إما أن يحمدها بحسب خلق و نعني بالخلقالملكة النفسانية الحاصلة من كثرةالأفعال الصادرة عنه حتى يحصل الفعل معهابسهولة كالحكم بوجوب محافظة الحرم فإنهتقتضيه الحمية الإنسانية و كاقتضاء الرقة[الرأفة] و الرحمة قبح تعذيب الحيوان بغيرجرم و لا فائدة.

أو يقبلها الجمهور بحسب العادة كاقتضاءالعادة و الحياء قبح كشف العورة و حسنسترها.

أو يقبلها الجمهور بحسب قوة أخرى من القوىالنفسانية أو تكون مقبولة بحسب الاستقراءكقولنا الملك الفقير ظالم لاحتياجه.

و بالجملة كل ما يحكم به الجمهور بسبب قوةغير بديهية العقل النظري.

أما الثانية أعني المشهورات المحدودة فهيالتي تكون مشهورة عند قوم دون آخرين كشهرةامتناع التسلسل عند المتكلمين

المشهورات

(قال و الواجبة قبولها مشهورة بحسب الأغلبو لا تنعكس و تستعمل في الجدل لشهرتها لالوجوب قبولها و ليس كل مشهور صادقا بلالمشهور يقابل الشنيع كما أن الصادق يقابلالكاذب)