جوهر النضید فی شرح التجرید نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أقول قد بينا أن مبادىء الجدل إنما هيالمشهورات و صنف واحد من التقريريات و هيالمسلمة من المخاطبين فالمجيب يؤلف أقيسةمن المشهورات المطلقة أو المحدودة سواءكان حقا أو غير حق و السائل يؤلفها منالمسلمة من المجيب سواء كان مشهورا أو غيرمشهور و لما كانت غاية الجدل هي الإلزام أودفعه لا التيقن [اليقين] جاز وقوعالأصناف الثلاثة من القضايا و هي الواجب والممكن و الممتنع في موادها.و الواجبة قبولها قد تكون مشهورة و هوالأغلب كالقضايا الأولية و الحسية و التيقياساتها معها و قد لا تكون و هو النادركالحكم المجرب فإنه قد يكون خفيا عند شخصظاهرا عند الآخر فلا يكون مشهورا.فالصنف الأول يقع في مبادىء الجدل منحيث إنها مشهورة لا من حيث إنها واجبةالقبول و كل واجب القبول مشهور بحسبالأغلب و لا ينعكس فإن الأغلب فيالمشهورات أنها لا تكون واجبة القبول.و ليس كل مشهور صادقا فإن المشهور لايقابل الكاذب حتى يجب أن يكون صادقا بليقابل الشنيع كما أن الصادق يقابل الكاذبو إنما يقابل المشهور الشنيع لأن المشهورلا ينكر و الشنيع ينكر و هما متقابلان (قالو ربما كان المتقابلان مشهورين بحسب آراءمختلفة كالقول بأن اللذة مؤثرة أو ليست.و قد يستعملها الجدلي في وقتين لغرضين)أقول لما كانت الشهرة قد تستند إلىالأخلاق و الملكات المستندة إلى الأمزجة وإلى العوائد و كانت هذه مما تختلف كثيراكانت القضايا المتقابلة مشهورة بحسبالآراء المختلفة إما بين العوام كقولناحفظ المال آثر أو إنفاقه فإن العوام يوجدبينهم اختلاف في ذلك أو بين الخواص والعوام مثل أن الجميل آثر عند الخواص مناللذة و اللذة آثر عند العوام من الجميل وكقولنا اللذة مؤثرة عند طالبي النعم و موتالشهداء