جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 239
نمايش فراداده

ما ينبغي أن يتدرب فيه المجادل

(قال و ينبغي للجدلي أن تكون عنده مواضعمعدة للإثبات و الإبطال مطلقا و مواضع تخصالجنس و الخاصة و الحد و تلحقها مواضعالأولى و الآثر و هي متعلقة بالأعراض ومواضع لهو هو و ينتفع بها في الحدود.

و تفصيل المواضع لا يليق بالمختصراتفلنقتصر على الأمثلة) أقول يحتاج المجادلإلى أن يستكثر من بضاعته العلمية و إلىالدربة في عادته الصناعية كما يحتاج غيرهمن الصناع حتى يقدر على إيراد ما يحتاجإليه في كل وقت و لا يكفي حفظ البضاعة دونملكة الصناعة إذ قد يحفظ الإنسان ما لايذكره وقت الحاجة إليه أو يحتاج إلى ما ليسبمحفوظ عنده.

فبكثرة البضاعة يجد كل ما يريد في وقتحاجته و بالتعويد الصناعي يحصل له وقتالحاجة من غير روية و لا توقف فإن التوقف والروي انقطاع عند الحاضرين كما أنه لو طلبمن صاحب الألحان لحن منها في شعر منالأشعار و مذهب من المذاهب فإذا كان حافظاللأشعار و المذاهب كان عنده في كل وقت مايحتاج إليه و يطلب منه و إذا كانت عادته فيصناعته محكمة قدر على الإيقاع في المذهبالمطلوب من غير توقف فإن حفظ من غير دربة وعادة توقف للروية و استحضار المذهب فيخاطره و نقله بالمقصود [بالتصور] و الإرادةإلى مبادى‏ء حركاته و التحريك للإيقاععلى وفق المذهب المحفوظ و كان ذلك في زمانبطل نسبة الزمانية بين الإيقاعات فيذهبرونقها و موقعها في الصناعة.

و كذلك المجادل في جدله إذا تروى و تفكر وتذكر ليستحضر ما يحتاج إليه في ذهنه انقطعبخلاف المبرهن و طالب الحق لحصول غرضه فيعاجل حاله و آجله إما بتذكره أو بإذكارالشريك له أو بإلهام الرب تعالى.

إذا عرفت هذا فينبغي أن يكون للجدلي مواضعمعدة عنده للإثبات و الإبطال مطلقالاحتياجه إلى الإثبات و الإبطال في جميعالمحمولات مطلقا و يحتاج أيضا إلى إعدادمواضع