منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 113
نمايش فراداده

و لا يجوز أن يكون المراد بقوله «فنسيتها»النسيان الذي ينافي العلم، لان ذلك من فعلاللّه لا يعاقب العبد عليه، اللهم الا أنيراد أن الوعيد على التعرض لنسيان آياتاللّه، فأجرى في الذكر على نسيان الآيات،للتحذير من الوقوع فيه.

و قوله «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَقَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ» يعني: صلاةالفجر «وَ قَبْلَ غُرُوبِها» يعني: صلاةالعصر «وَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ» يعنيصلاة المغرب و العشاء «وَ أَطْرافَالنَّهارِ» صلاة الظهر في قول قتادة، وآناء الليل ساعات الليل واحدها اني، و قالالسعدي:


  • حلو و مر كعصف القدح مرته بكل اني حذاهالليل ينتعل‏

  • بكل اني حذاهالليل ينتعل‏ بكل اني حذاهالليل ينتعل‏

سورة الأنبياء

فصل: قوله «اقْتَرَبَ لِلنَّاسِحِسابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍمُعْرِضُونَ. ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍمِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّااسْتَمَعُوهُ» الآيات 1- 5.

قوله «وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ»فالغفلة السهو، و هو ذهاب المعنى عن النفسو نقيضها اليقظة، و نقيض السهو الذكر، و هوحضور المعنى للنفس، و النسيان فهو غروبالمعنى عن النفس بعد حضوره.

و قوله «ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْرَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُوَ هُمْ يَلْعَبُونَ» معناه:

أي شي‏ء من القرآن محدث بتنزيله سورة بعدسورة و آية بعد آية «إِلَّا اسْتَمَعُوهُوَ هُمْ يَلْعَبُونَ» أي: كل ما جدد لهمالذكر استمروا على الجهل.

و في هذه الاية دلالة على أن القرآن محدث،لأنه تعالى أخبر أنه ليس يأتيهم ذكر محدثمن ربهم الا استمعوه و هم لاعبون. و الذكرهو القرآن، قال اللّه تعالى «إِنَّانَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّالَهُ لَحافِظُونَ» «1» و قال «وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَلِتُبَيِّنَ‏

(1) سورة الحجر: 9.