قال الجبائي: الاية منسوخة بقوله «ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّاأَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍغَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ» «1» و بقولالنبي (عليه السلام) «لا يحل مال امرئ مسلمالا عن طيب نفس منه» و الذي روي عن أهلالبيت (عليهم السلام) أنه لا بأس بالأكللهؤلاء من بيوت من ذكره «2» اللّه بغيرإذنهم قدر حاجتهم من غير إسراف.
و قوله «وَ لا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْتَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ» قالالفراء: لما نزل قوله «لا تَأْكُلُواأَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِإِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً» «3» تركالناس مؤاكلة الصغير و الكبير ممن أذناللّه في الاكل معه، فقال: و ليس عليكم فيأنفسكم و في عيالكم أن تأكلوا منهم و معهم-الى قوله «أَوْ صَدِيقِكُمْ» أي: بيوتصديقكم «أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ»أي: بيوت عبيدكم و أموالهم.
و قال ابن عباس: معنى «ما مَلَكْتُمْمَفاتِحَهُ» هو الوكيل و من جرى مجراه.
و قوله «فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاًفَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ» قالالحسن: معناه ليسلم بعضهم على بعض.
و قال ابراهيم: إذا دخلتم بيتا ليس فيه أحدنقل السلام علينا و على عباد اللّهالصالحين.
و قال قوم: أراد بالبيوت المساجد.
و الاولى حمله على عمومه، فأما رد السلامفهو واجب على المسلمين.
و قال الحسن: يجب الرد على المعاهد و لايقول و رحمة اللّه.
فصل: قوله «لا تَجْعَلُوا دُعاءَالرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِبَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُاللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَمِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِالَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِأَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ» الاية: 63.
(1) سورة الأحزاب: 53. (2) في التبيان: ذكرهم. (3) سورة النساء: 28.