قوله «وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ» فالالسنة جمع لسان، واختلافها ما بناها اللّه تعالى و هيأهامختلفة في الشكل و الهيئة، و تأتي الحروفبها و اختلاف مخارجها.
و قال قوم: المراد بالالسنة اختلافاللغات.
و هذا جواب من يقول: ان اللغات أصلها منفعل اللّه دون المواضعة، فأما من يقول:اللغات مواضعة، فان تلك المواضعة منفعلهم.
فصل: قوله «وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ»الاية: 27.
حكى ابن عباس أنه قال: المعنى و هو أهونعليه عندكم، لأنكم أقررتم بأنه بدأ الخلق،فاعادة الشيء عند المخلوقين أهون منابتدائه. و روي عن ابن عباس أيضا أن معناه وهو هين عليه، قال الشاعر:
أي: اني لو اجل و اللّه أكبر بمعنى كبير.
ثم قال «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَالنَّاسَ عَلَيْها» قال مجاهد: فطرة اللّهالإسلام.
و قيل: فطر الناس عليها و لها و بها بمعنىواحد، كما يقول القائل لرسوله:
بعثتك على هذا و لهذا و بهذا بمعنى واحد. ونصب «فِطْرَتَ اللَّهِ» على المصدر.
و قيل: تقديره اتبع فطرة اللّه التي فطرالناس عليها، لان اللّه تعالى خلق الخلقللايمان، و منه قوله «كل مولود يولد علىالفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه ويمجسانه» و معنى الفطر الشق ابتداءيقولون: انا فطرت هذا الشيء، أي: أناابتدأته. و المعنى خلق خلق اللّه للتوحيد والإسلام.
فصل: قوله «وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌبِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْيَقْنَطُونَ» الاية: 36.
انما قال «بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ» ولم يقل بما قدموا على التغليب للاكثرالأظهر لان أكثر العمل و أظهره لليدين، والعمل بالقلب و ان كان كثيرا فهو أخفى وانما