و روي عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنهقال: ما جعل اللّه لرجل من قلبين في جوفهيحب بهذا قوما و يحب بهذا أعداءهم.
و لا يمكن أن يكون لإنسان واحد قلبان فيجوفه، لأنه كان يمكن أن يوصل انسانانفيجعلان إنسانا واحدا.
و قد يمكن أن يوصلا بما لا يخرجهما عن أنيكونا إنسانين، و ليس ذلك الا من جهة القلبأو القلبين، لأنه إذا جعل قلبان يريدأحدهما بقلبه ما لا يريد الاخر و يشتهي مالا يشتهي الاخر، و يعلم ما لا يعلم الاخر،فهما حيان لا محالة و ليسا حيا واحدا.
و قوله «وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُاللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّأُمَّهاتِكُمْ» أي: ليس نساؤكم و أزواجكمإذا قلتم لهن: أنتن علي كظهر أمي يصرنأمهاتكم على الحقيقة، لان أمهاتكم علىالحقيقة هن اللائي ولدنكم أو أرضعنكم.
و قال قتادة: إذا قال لزوجته أنت علي كظهرأمي، فهو مظاهر و عليه الكفارة و عندنا أنالظهار لا يقع الا أن تكون المرأة طاهرا ولم يقربها بجماع، و يحضر شاهدان رجلانمسلمان، ثم يقول لها: أنت علي كظهر أمي ويقصد التحريم فإذا قال ذلك حرم عليه وطأهاحتى يكفر، و ان اختل شيء من شرائطه فلايقع ظهار أصلا.
و قوله «وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْأَبْناءَكُمْ» قال قتادة و مجاهد و ابنزيد: نزلت في زيد بن حارثة، فانه كان يدعىابن رسول اللّه.
و الأدعياء جمع دعي، و هو الذي تبينا بهالإنسان، و بين اللّه تعالى أن ذلك ليسبابن على الحقيقة، و لذلك قال في آية أخرى«ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْرِجالِكُمْ» الاية.
فصل: قوله «النَّبِيُّ أَوْلىبِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا