منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 31
نمايش فراداده

قيل: في معنى ذلك ثلاثة أقوال:

أحدها: قال الحسن و قتادة و ابن زيد: انالمؤمن يسجد طوعا و الكافر يسجد كرهابالسيف.

الثاني: ان المؤمن يسجد للّه طوعا والكافر في حكم الساجد كرها بما فيه منالحاجة اليه و الذلة التي تدعو الى الخضوعللّه تعالى.

الثالث: قال أبو علي: سجود الكره بالتذللللتصرف من عافية الى مرض، و غنى الى فقر، وحياة الى موت، كتذليل الاكم للحوافر فيقول الشاعر:

ترى الاكم فيها سجدا للحوافر

و قوله «وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ» قيل: في معناه قولان:

أحدهما: أن سجود الظلال ما فيه من تغيرالذلة التي تدعو الى صانع غير مصنوع لهالعزة و القدرة.

و الثاني: قيل سجود الظلال «1»، لأنه يقصربارتفاع الشمس و يطول بانحطاطها و ذلك منآيات اللّه الدالة عليه.

و السجود هو وضع الوجه على الأرض على وجهالخضوع مذللا لمن وضع له، و أصله التذليلمن قول الشاعر:


  • بجمع تظل البلق في حجراته ترى الاكم فيهسجدا للحوافر

  • ترى الاكم فيهسجدا للحوافر ترى الاكم فيهسجدا للحوافر

و أصل السجود هو الميل و التطأطؤ، يقال:سجد البعير و أسجده صاحبه إذا طأطأهليركبه.

و الآصال جمع أصل، و الأصل جمع أصيل و هوالعشي، فكأنه قيل: أصل الليل الذي ينشأمنه، لأنه مأخوذ من الأصيل «2»، و هو ما بينالعصر الى مغرب‏

(1) في التبيان: الظل.

(2) في «ن» و «م»: الأصل.