الروح من البدن كان ميتا في الحكم، و إذاانتفت الحياة من الروح فهو ميت في الحقيقة.
و قوله «فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ» أمر مناللّه للملائكة أن يسجدوا لآدم. و قيل:
في وجه سجودهم له قولان:
أحدهما- أنه سجود تحية و تكرمة لآدم وعبادة للّه. و قيل: انه على معنى السجود الىالقبلة، و الاول عليه أكثر المفسرين.
و السجود خفض الجبهة بالوضع على بسط منالأرض أو غيره، و أصله الانخفاض، قالالشاعر:
فصل: قوله «قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِيإِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قالَفَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ.
إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ»الاية: 36- 38.
قال البلخي: أراد بذلك الى يوم الوقتالمعلوم الذي قدر اللّه أجله فيه و هومعلوم له، لأنه لا يجوز أن يقول تعالىلمكلف: اني أبقيك الى وقت معين، لان في ذلكإغراء له بالقبيح.
و اختلفوا في تجويز اجابة دعاء الكافر،فقال الجبائي: لا يجوز لان اجابة الدعاءثواب لما فيه من إجلال الداعي بإجابته الىما سأل.
و قال ابن الاخشاذ: يجوز ذلك لان الاجابةكالنعمة في احتمالها أن يكون ثوابا و غيرثواب، لأنه قد يحسن منا أن يجيب الكافر الىما سأل استصلاحا له و لغيره. فأما قولهمفلان مجاب الدعوة، فهذه صفة مبالغة لا تصحلمن كانت اجابته نادرة من الكفار.
فصل: قوله «لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍلِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ»الاية: 44.
قال الجبائي: ذلك يدل على أن الجن لايقدرون على الإضرار ببني آدم،