حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 12
نمايش فراداده

«11»

عرضا آخر و ذلك محال و إلا لزم التسلسلالمحال كما يظهر بأدنى تأمل فكما لم يلزمبل بطل أن يكون أصل المقدار موجودا مغايراللمقدار المخصوص إلا في الذهن بحسبالتعيين و الإبهام فكذلك جاز أن يكونالأجسام مشتركة في الجسمية و متمايزةبمقاديرها المخصوصة و إن لم يكن المقدارموجودا مغايرا للجسمية أقول هذا البحث قويجدا و ستعلم وجه انحلاله.

الوجه الثالث أن الأجسام صح أن يكون بعضهامقدرا للبعض عادا له

و بعضها مقتدرا معدودا بالآخر فالمقدارالعاد في أكثر الأمر يخالف المتقدرالمعدود فليست المقدرية و المعدودية بنفسالجسمية التي يستحيل أن يخالف فيها جسمجسما و الإيراد المذكور متوجه عليه أيضا.

الوجه الرابع أن الجسم الواحد يسخنفيزداد حجمه

من غير انضمام شي‏ء إليه و لا لوقوع خلاءفيه لاستحالته و يبرد فيصغر حجمه من غيرانفصال شي‏ء منه أو زوال خلاء كان و ذلكالجسم محفوظ الهوية في الحالين فهو مغايرللمقادير و هذه الحجة أيضا مبنية على نفيالجزء الذي لا يتجزى لابتناء التخلخل والتكاثف على نفيه.

الوجه الخامس أن وجود السطح من توابعالمادة

على ما سنقيم البرهان عليه و تابع المادةليس نفس الجسمية لأنها مقومة إياها متقدمةعليها بالعلية فإذن السطح مغاير للجسمية وإذا ثبت عرضية السطح ثبت عرضية الخط لكونهمن عوارض على وجه أولى.

و السادس الخط و السطح غير داخلين في معنىالجسم

لأن من عقل أو فرض جسما غير متناه فقد عقلو فرض جسما لا جسما لا جسما لكونه محالافلما صح انفكاكهما عن الجسم لذاته و إن لمينفكا عنه بسبب غير الجسمية فثبتمغايرتهما إياه و سيما الخط بصحة انفكاكهعن الجسم بل و عن البسيط في الوجودين كمافي الكرة الساكنة و أما الكرات المتحركةدائما التي تعينت فيها مناطق و محاور فإنالجسمية فيها متقدمة على حركاتهاالمتقدمة على تعيين الدوائر و الخطوطفيستحيل أن