حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 132
نمايش فراداده

«131»

من الأعضاء حتى الصلبة منها و صاحب الدقلا يجد من التهاب ما يجده صاحب الغب و ماذلك إلا لكون سوء المزاج المتفق لا يحس بهو أيضا المستحم في الشتاء يشمئز بدنه عنالماء الفاتر و يتأذى به ثم إنه بعد ذلكيستلذه و يستطيبه ثم إذا استعمل ماء حاراتأذى به ثم بعده يستلذه ثم إذا استعملالماء الأول استبرده و تألم به و ذلك لماذكرنا.

و توضيح ذلك أن المنافاة وصف لا يتحقق إلاعند ثبوت أمرين ليكون أحدهما منافيا للآخرفإذا كان لعضو كيفية فورد عليه ما يضادكيفيته فلا يخلو إما أن يكون الوارد عليهقد أبطل كيفية ذلك العضو أو لم يبطل فإنأبطل فلم يكن هناك كيفيتان بل هناك كيفيةواحدة فلم يكن المنافات حاصلة فلا يكونالألم حاصلا و أما إذا كان الوارد لا يقوىعلى إبطال كيفية العضو فحينئذ يكونالمنافاة حاصلة بين كيفية العضو و كيفيةالوارد عليه فحصل الشعور بتلك المنافاتحينئذ فلا جرم يتحقق الألم فهذا هو السببفي أن سوء المزاج المتفق لا يؤلم و سوءالمزاج المختلف يؤلم هذا ما قيل.

أقول فيه شك و تحقيق.

أما الشك فهو أن قوام العضو الشخصيبالكيفية الشخصية المزاجية فإذا ورد شخصآخر مناف لها في التشخص مساو لها في النوعوجب أن يبطل الأولى و إلا لزم اجتماعالمثلين بل المتنافيين في محل واحد فإذابطلت الأولى فبأي قوة أدركت الثانية.

و أما التحقيق فهو أن الأولى و إن بطلتفصورته المحسوسة حاضرة عند النفس و كانتمألوفة للنفس فيتأدى بورود الثانيةالموجب لزوال المألوفة و قوام العضو في كلوقت بكيفية أخرى من عوض المزاج و حافظالجميع هو النفس لا العضو.

و اعلم أن سوء المزاج المختلف قد لا يوجعبل لا يدرك أصلا و ذلك إذا كان