حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 151
نمايش فراداده

«150»

البدن خوفا من موذ واقع عليها [عليه‏].

و منها الشهوة

و هو كيفية نفسانية يتبعها حركة الروح إلىالظاهر جذبا للملائم طلبا للتلذذ.

و منها الغضب

و هو كيفية نفسانية يتبعها حركة الروح إلىالخارج دفعا للمنافر طلبا للانتقام.

و منها الفزع

و هو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخلخوفا من الموذي واقعا كان أو متخيلا.

و الحزن

و هو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخلقليلا قليلا.

و منها الهم

و هو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخل والخارج بحدوث أمر يتصور منه خير يقع أو شرينتظر و هو مركب من خوف و رجاء فأيهما غلبعلى الفكر تحركت النفس إلى جهته فللخيرالمتوقع إلى جهة الظاهر و للشر المنتظرإلى جهة الداخل فلذلك قيل إنه جهاد فكري.

و منها الخجل

و هو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخل والخارج لأنه كالمركب من فزع و فرح حيثينقبض الروح إلى الباطن ثم يخطر بباله أنهليس فيه كثير مضرة فينبسط ثانيا و هذه كلهاإشارة إلى ما لكل واحد منها من الخواص واللوازم و إلا فمعانيها واضحة عند العقل وكثيرا ما يتسامح فيسر بنفس الانفعالات كمايقال الفرح انبساط القلب و الغم انقباضه والغضب غليان دم القلب و الغم انحصار القلبو انقباض الدم الذي فيه و السرور انبساطالقلب و الدم و ذلك باطل لأن كلا منهاكيفية نفسانية إذا عرضت يلزمه هذهالانفعالات في الجوهر المنفعل عن النفس وهي لطيفة بخارية.