كل تقسيم بحسب حال المقسم ففي التقسيم إلىالأنواع يعتبر الوحدة النوعية و فيالأشخاص الشخصية و إلا فلم يكن شيء منالتقسيمات منحصرا عقلا في أقسامه كالكلمةإذا قسمت إلى أنواعه لم تكن منحصرة فيالاسم و الفعل و الحرف بل يلزم أنواع غيرمتناهية في الكلمة بحسب تركيب بعضها إلىبعض أنحاء من التركيب فإذن لقائل أن يقولإن الخلقة عبارة عن مجموع اللون و الشكل كلواحد منهما داخل تحت جنس آخر فلو جعلتم لكلشيئين يجتمعان نوعية على حدة بلغت الأنواعإلى حد اللانهاية لا مرة واحدة بل مراراغير متناهية.
فالجواب إما بما أشرنا إليه سابقا إذ لاداعي يلجئنا إلى القول بكون الخلقة كيفيةوحدانية أو حقيقة واحدة و إن كان الاسمواحدا إذ كثيرا ما يكون الاسم واحدا محصلاو المسمى كثيرا أو غير محصل.
و إما بأن نقول إن الشكل إذا قارن اللونحصل بسبب وجودهما كيفية أخرى بها يصح أنيقال إنه حسن الصورة أو قبيح الصورة فهماكالسببين لوجود الخلقة لا المقومينلماهيته فالحسن و القبح الحاصلان للشكلوحده أو للون وحده غير الحسن و القبحالحاصلين للخلقة فلما حصل للخلقة خاصة لميحصل لواحد منهما و لا للمجموع على سبيلالتوزيع فعلم أنه يحصل هاهنا هيئة مخصوصةعند اجتماعهما فلا جرم كانت هاهنا هيئةمنفردة سميت بالخلقة موصوفة بالحسن والقبح بالمعنى المغاير لما في كل واحد مناللون و الشكل من حسنهما و قبحهما لكن هذاالوجه إنما يتم إن لو ثبت أن الحسن اللازملخلقة ما ليس أمرا تأليفيا مركبا من حسناللون و حسن الشكل و كذا القبح و هذا محلتأمل و ليس البحث من المهمات فلا بأسبإغفاله
المشهور عند الجمهور عدم تجويز أن يكونلأنواع من الأعراض تركيب