حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 192
نمايش فراداده

«191»

و قريب من هذا قول من قال إن المضاف هوالذي وجوده أنه مضاف و قد اعتذر بأن المضافالذي أخذ في التعريف غير المضاف المحدودبل الذي في الحد هو المضاف المركب و هوأشهر من المضاف البسيط.

و قد أورد في كتب الفن ما حاصله أنه يجوزأن يكون للشي‏ء جنس أو ما يشبه الجنس أشهرمنه و يرى الخاصة اسم الأمر العام لما هونوع له أو يشبه النوع أليق به فينقلونالاسم إليه كما في الإمكان العام.

و نقل الاسم العامي إلى الخاصي فكذاالمضاف يقع على البسيط كالأبوة و علىالمجموع المركب من البسيط و غيره كالأبفهو يعمها و الخاصة نقلوا اسم المضاف إلىالخاص الذي هو البسيط و هذا خطأ كما أشارإليه بعض العلماء إذ لا عموم و لا خصوصهاهنا و ليس للمضاف معنى يجمعهما و ليسنسبة الإمكان العامي إلى الخاصي كنسبةالمضاف المركب إلى المضاف البسيط و لا يصحأن يكون للعام زيادة معنى لا يوجد فيالخاص.

أقول و الأولى أن يعتذر من جهة الرسمالأول أن المضاف الذي يؤخذ في الرسم أويتضمنه الرسم هو المضاف بالمعنى الثانيأعني ما يصدق عليه مفهوم المضاف كلفظالقياس و لفظ المعقول لا المضاف الحقيقيالبسيط و لا المركب منه و من الموضوع له ولا فساد في كون المعرف للشي‏ء مشتملا علىفرد منه إذ التعريف إنما هو للمفهوم لاالفرد فلا يلزم توقف الشي‏ء على نفسه.