حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 229
نمايش فراداده

«228»

فنقول إن بعض الصفات و إن احتاجت إلى مؤثرلكن لا يحتاج إلى مؤثر جديد غير جاعلموصوفاتها فإن الجعل كما لا يتخلل بينالذات و الذاتيات فلا يتخلل أيضا بين وجودالملزوم و وجود لازمة فإن الجاعل كما لايجعل النار جوهرا بعد جعلها موجودة فكذلكلا يجعلها حارة بعد جعلها موجودة بل جعلوجودها بعينه جعل حرارتها على وجه التبعيةمع أن وجود الحرارة غير وجود النارية لأنالنار جوهر و الحرارة عرض فكذا الحال فيمانحن فيه.

فنقول التأثير التجددي و إن كان أمراموجودا في الخارج لكن من لوازم هوية بعضأفراد المقولات فالحرارة المسخنة مثلا قدلا يكون كونها مسخنة أمرا زائدا على وجودذاتها الشخصية و إن كان زائدا على ماهيتهاثم على تقدير زيادتها على ذاتها الشخصيةقد لا يكون مفتقرا إلى جاعل آخر غير جاعلالذات بل و لا إلى جعل آخر غير جعل الذاتلكونه من لوازم تلك الهوية الوجودية ولازم الهوية كلازم الماهية غير مفتقر إلىجعل مستأنف غير جعل تلك الهوية فثبت أن كونالتأثير التجددي موجودا زائدا على ذاتالمؤثر ليس مما يحتاج إلى تأثير آخر و لاإلى مؤثر آخر.

و كذا قوله فيكون تأثير المؤثر في ذلكالتأثير زائدا عليه غير مسلم إذ لا يلزم منكون التأثير التجددي الذي هو من مقولة أنيفعل أمرا زائدا على ذات المؤثر أن يكونالتأثير الإبداعي أمرا زائدا على ذاتالفاعل في الخارج بل هو بعينه إضافةالفاعلية و الإبداع و وجود الإضافات قدعلمت أنها غير مستقلة في الخارج

الفن الرابع في البحث عن أحكام الجواهر وأقسامها الأولية

فإنها من عوارض الموجود بما هو موجود فحريبها أن يذكر في العلم الكلي الباحث عنعوارض الموجود من غير نظر إلى خصوصياتالأشياء و فيها مقدمة و مطالب