بوجود الآخر ضربا من الاتحاد و موجودية كلماهية أو معنى في الخارج عبارة عن صدق حدهعلى شيء في الخارج كما ذكره الشيخ فيإثبات نحو وجود المضاف في الخارج بأنه فيالأعيان أشياء كثيرة بهذه الصفة أي كونهبحيث إذا عقل عقل معه شيء آخر.
إذا تقرر ذلك فنقول كما أن كثيرا منالموجودات يصدق عليها حد الجوهر أو الكمأو الكيف و غيرهما و كذا حدود أنواعها كحدالفلك أو الحيوان أو السواد أو السطح أوغير ذلك فيجزم بوجود هذه المقولات وأجناسها و أنواعها فكذلك يوجد في الخارجأمور كثيرة يحمل على بعضها بحسب الخارج حدواحد من هاتين المقولتين و على بعض حدالأخرى فيكون كل منهما من الموجوداتالخارجية دون الموهومات التي لا وجود لهافي العين و دون المعاني المنطقية كالكليةو الجزئية و مفهوم النوع و الجنس و الفصل وغيرها من المعقولات الثانية التي شرطعروضها كون الموضوع متعينا في الذهن و دونالسلوب و المعاني السلبية.
و ذلك لأنه لا معنى لوجود شيء في الخارجإلا كونه بحيث يصدق معناه على شيء صدقاخارجيا كما في محمولات القضايا الخارجية.
و أما الكلام في أن وجودهما هل هو زائد علىوجود ذات المؤثر و ذات المتأثر ليكونا منالأعراض أو لا فيكونا من الجواهر فذلكمطلب آخر.
و لك أن تقول في بيان عرضيتهما بأن لكل منالمؤثر و المتأثر على الوجه المذكور ماهيةأخرى و لها حد آخر غير كونه فاعلا أومنفعلا فإن السواد يمكن وجود نوعه في سوادلا يشتد أي لا يتحرك في سواديته فيكوناسوداده بأمر زائد على سواديته و كذاللتسخين وجود غير تدريجي يتحقق نوعالسخونة فيه فكون السخونة مؤثرة في شيءعلى التدريج أمر زائد على وجود السخونة.
و أما قوله لو كان التأثير أمرا ثبوتيالكان من جملة الأمور التي لا بد لوجودها منمؤثر.