حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 78
نمايش فراداده

«77»

قبول الأشكال هي الرقة و اللطافة فأماسهولة الالتصاق بالغير و الانفصال هيالرطوبة النافعة في الفعل و الانفعال والكثافة عبارة عن صعوبة قبول الأشكال.

و أما اللزوجة فكيفية مزاجيه غير بسيطةالمعنى لأن اللزج ما يسهل تشكيله بأي شكلأريد و لكن يصعب تفريقه بل يمتد متصلا فهومؤلف من رطب و يابس شديد الالتحام و الهشما يخالفه فهو ما يصعب تشكيله و يسهلتفريقه لغلبة اليابس و قلة الرطب مع ضعفالمزاج.

و أما البلة فاعلم أن هاهنا رطبا و مبتلا ومنتقعا فالرطب هو الذي صورته النوعيةتقتضي الرطوبة بمعنى قبول الالتصاق والانفصال و المبتل ما يعرضه الرطوبةبمقارنة الرطب فإن نفذت الرطوبة في باطنهفهو المنتقع و الجفاف مقابل البلة

فصل (5) في الثقيل و الخفيف و فيه مباحث

أولها أن الشيخ قال في الحدود الاعتماد والميل كيفية

بها يكون الجسم مدافعا لما يمنعه عنالحركة فدل على أنه مبدأ المدافعة لانفسها و هي غير الحركة كما في الثقيلالمسكن في الجو و الزق المنفوخ المسكن تحتالماء فإنه يحس منهما الميل الهابط والصاعد و غير الطبيعة لأنها قد تكوننفسانية و لعدمها عند كون الجسم في حيزهالطبيعي و لأن المدافعة تشتد و تضعف والطبيعة بحالها.

و ثانيها أن لمن أثبت الميل أمرا غيرالمدافعة

أن يقول الحلقة التي يجذبها الجذبانالمتساويان حتى وقفت في الوسط لا شك أن كلامنهما أثر فيها فعلا يمنع عن تحريك الآخرإياها غير المدافعة لعدم حصولها و ليس ذلكنفس الطبيعة لأن فعلها إلى جانبي العلو والسفل و فعلهما لو تم فإلى جانبين غيرهمافثبت أن لهذه المدافعة مبدأ غير الطبيعة وغير القوة النفسانية.

و ثالثها أن الخفة و الثقل قد عرفهماالشيخ في الحدود

بقوله الثقل قوة طبيعية يتحرك بها الجسمإلى الوسط بالطبع و الخفة قوة طبيعيةيتحرك بها الجسم عن