حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 90
نمايش فراداده

«89»

نفسه فيكون حقيقة بسيطة كالوجود منقسمابانقسامه فمنه نور واجب لذاته قاهر على ماسواه و منه أنوار عقلية و نفسية و جسمية والواجب تعالى نور الأنوار غير متناهيالشدة و ما سواه أنوار متناهية الشدةبمعنى أن فوقها ما هو أشد منها و إن كانبعضها كالأنوار العقلية لا يقف آثارها عندحد و الكل من لمعات نوره حتى الأجسامالكثيفة فإنها أيضا من حيث الوجود لا تخلومن نور لكنه مشوب بظلمات الأعدام والإمكانات كما بيناه في شرحنا لحكمةالإشراق و إن أريد به هذا الذي يظهر بهالأجسام على الأبصار فاختلفوا في حقيقتهفمنهم من زعم أنه عرض من الكيفياتالمحسوسة.

و منهم من زعم أنه جوهر جسماني

لكن ينبغي على من يرى أنه عرض أن يعلم أنهليس من الأعراض التي تحصل بانفعال المادةو بالاستحالة بل يقع دفعة من المبدإالفياض في محل قابل إياه إما بمقابلة نير وإما بذاته و كذا ينبغي على من يزعم أنه جسمأن يذعن أنه ليس من الأجسام الماديةالمشتملة على قوة استعدادية تنفعل بها عنتأثير فاعل غريب فهو على تقدير جسميتهيكون خاليا عن الكيفيات الانفعاليةكالرطوبة و اليبوسة و الثقل و الخفة واللين و الصلابة و أمثالها و كذا عنالكيفيات الفعلية المقتضية لتلكالانفعالات كالحرارة الموجبة للحركة إلىفوق و للتفريق و الجمع و ما شابهها وكالبرودة الموجبة للثقل و الكثافة والجمود و أمثالها بل لا بد و أن يكون منالأجسام الكائنة دفعة بلا استحالة وانتقال لكن الزاعمين أنه جسم اشتهر بينهمأن النور أجسام صغار تنفعل عن المضي‏ء ويتصل بالمستضي‏ء و ذلك ممتنع لأن أكثرالنيرات المضيئة أجرام كوكبية دائمةالإنارة لا ينفصل أجزاؤها عنها دائما وإلا يلزمها الذبول و الانتقاص و خلومواضعها عن تمام مقدارها أو مقدار أجزائهاأو كونها دائمة التحليل مع إيراد البدلعما يتحلل عن جرمها فيكون أجسامها أجسامامستحيلة غذائية كائنة فاسدة و ذلك محال منالفلكيات و أما الذي ذكر في كتب الفنلإبطال مذهب القائلين بكون الأنوارالمبصرة أجساما فوجوه