فإذا اختلفت المبادئ جوهراً و مفهوماًلاختلفت أنحاء التلبسات بتبعها أيضاً،وعندئذ يختلف بقاء المبدأ حسب اختلافالمبادئ، ففي القسم الأوّل يشترط في صدقالتلبس تلبس الذات بالمبدأ فعلاً، و فيالقسم الثاني و الثالث يكفي عدم إعراضه عنحرفته وصناعته وإن لم يكن ممارساً بالفعل،و في الرابع يكفي كونه متلبساً بقوةالإثمار و إن لم يثمر فعلاً، و في الخامسيكفي حصول الملكة و إن لم يمارس فعلاً،فالكلّ داخل تحت المتلبس بالمبدأ بالفعل،و بذلك علم أنّ اختلاف المبادئ يوجباختلاف طول زمان التلبس و قصره ولا يوجبتفصيلاً في المسألة.
فما تخيّله القائل مصداقاً لمن انقضى عنهالمبدأ، فإنّما هو من مصاديق المتلبس ومنشأ التخيّل هو أخذ المبدأ في الجميع علىنسق واحد، و قد عرفت أنّ المبادئ علىأنحاء.
المراد من الحال في عنوان البحث هوالفعلية في مقابل القوة، ومرجع النزاع إلىسعة المفاهيم وضيقها وأنّ الموضوع له هلهو خصوص الذات المتلبّسة بالمبدأ أوالأعمّ من تلك الذات المنقضي عنها المبدأفعلى القول بالأخصّ، يكون مصداقه منحصراًفي الذات المتلبّسة، وعلى القول بالأعمّيكون مصداقه أعمّ من هذه و ممّا انقضى عنهاالمبدأ.
و إن شئت قلت: النزاع في أنّ الصفات تنتزعمن الذات المقارنة للمبدأ، أو تنتزع منهاومن الذات المنقضي عنها المبدأ. و على ذلكفالحال في عنوان البحث بمعنى فعليةالتلبّس و ما أشبه ذلك.
وبعبارة ثالثة: إنّ العقل يرى جامعاًحقيقياً بين الأفراد المتلبّسة بالمبدأ،ولايرى ذاك الجامع الحقيقي للأعمّ منها وممّا انقضى عنها المبدأ و إنّما يرىبينهما