فقال خالد: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّاإِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 قال: وقفت الدوابو لم يتهيأ لها أن تسير و نزل الناس و جعلوايمشون و يقودونها و قد أيسوا من الحياة وينظرون يمنة و يسرة فإذا هم بشجرة قد لاحتلهم، فكبروا و قصدوها و إذا تحتها عين منالماء غزيرة، فكبّر القوم و نزلوا فشربواو سقوا ما معهم و حمدوا الله عزّ و جلّ علىذلك، فقال خالد: ويحك يا رافع! لقد كدنا أننهلك و تهلك معنا، فقال: أعز الله الأمير!ما سلكت هذه المفازة إلا مرّة واحدة مع أبيو أنا غلام حدث السن، و لكن رجوت أن يسلمالله عزّ و جلّ المسلمين (1).
قال: ثم سار خالد بن الوليد و اتّصلت لهالمياه حتى انحطّ على موضع يقال لهالكواتل (2) من ديار بني ثعلب و هم قوم نصارىعلى دين هرقل ملك الروم، و هو الذي أقطعهمالبلد فيما مضى، فلم يشعر القوم إلا و خالدقد وافاهم فوضع فيهم السيف فقتل منهممقتلة عظيمة و سبى نساءهم و أولادهم وأموالهم و فضّ جموعهم فضّا لم يجمعوهابعدها في ذلك الموضع.
بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بنالوليد إلى أبي عبيدة بن الجراح و من معهمن المسلمين و المؤمنين، سلام عليكم! أمابعد فإني أسأل الله عزّ و جلّ الذي أعزّنابنصره و شرّفنا بدينه و أكرمنا بنبيه صلّىالله عليه وسلّم [و فضلنا بالإيمان، رحمةمن ربنا لنا واسعة، و نعمة منه عليناسابغة] (4) أن يتمّ علينا و عليكم نعمه و أنيصرف عنّا و عنكم
(1) فقال شاعر من المسلمين:
(الطبري 3/ 416 الكامل 2/ 68 فتوح الأزدي ص 75 وفيه: إلى شوا).
(2) و في معجم البلدان: الكواثل موضع منأطراف الشام مر به خالد لما قصد الشام منالعراق.
و في فتوح الأزدي بعد وصوله إلى سوى: ثمعلى اللوى، ثم قصم ... ثم على أركة .... و مربتدمر (و انظر فتوح البلدان ص 119 و الكامل 2/68).
(3) نسخته في فتوح الأزدي ص 71 و فيه اختلاف.
(4) زيادة عن فتوح الأزدي.