تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
نقمه و أن يزيدنا عزّا و نصرا و تأييدا،إنّه ولي قدير، و بعد فإني أخبركم أن كتابأبي بكر الصديق خليفة رسول الله (صلّى اللهعليه وسلّم و آله) ورد عليّ بالعراق يأمرنيفيه بالمسير إلى ما قبلكم لمعونتكم علىأعدائكم فشمّرت و انكمشت و بادرت و أسرعت وما أقربني منكم، و كأني (1) قد أشرفت عليكمبخيلي و رجلي أميرا عليكم و على جماعتكم،فأبشروا بإنجاز وعد الله عزّ و جلّ و حسنثوابه، عصمنا الله و إياكم بالتقوى وجنبنا و إياكم البلوى و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
ثم كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح أمين هذهالأمة (2): من خالد بن الوليد، [سلام عليك.فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو] (3)أما بعد فإني أسأل الله لنا و لكم الأمنيوم الخوف و العصمة من كل سوء في دارالدنيا، فإنّ كتاب خليفة رسول الله صلّىالله عليه وسلّم ورد عليّ يأمرني بالمسيرإلى الشام، و القيام بحربها (4) و التوليلأمرها، و و الله ما ظننت ذلك قطّ و لاأدريه و لا كتبت فيه، و إذ قد وليته فأنتعلى حالتك لا نعصيك و لا نخالفك و لا نقطعأمرا دون أمرك، فإنّك سيّد في المسلمين لاينكر فضلك و لا يستغنى عن رأيك، تمّم اللهعزّ و جلّ بنا و بك من إحسانه و رحمنا وإياك من صلى النيران. و السلام عليك و رحمةالله و بركاته.
قال ثم دفع خالد هذين الكتابين إلى رجل منالأزد يقال له عمرو بن الطفيل بن ذي النون(5) و أمره بالمسير إلى أبي عبيدة بن الجراحو أصحابه.
فلمّا ورد عمرو بن الطفيل على المسلمين (6)دفع إليهم الكتاب و دفع إلى أبي عبيدة بنالجراح كتابه، فأمّا المسلمون لما قرؤواكتابهم شق ذلك على قوم أن يؤمّر خالد علىأبي عبيدة، و أمّا أبو عبيدة فإنّه لمّاقرأ كتابه لم يتبين في وجهه و لا في منطقهشي ء من الكراهة لإمرة خالد عليه و لكنّهقال: بارك الله لخليفة رسول الله فيما