سنه 23
قالوا: و لما فصلت الخيول الى الكور اجتمعببيروذ جمع عظيم من الأكراد و غيرهم، و كانعمر قد عهد الى ابى موسى حين سارت الجنودالى الكور ان يسير حتى ينتهى الى ذمهالبصره، كي لا يؤتى المسلمون من خلفهم، وخشي ان يستلحم بعض جنوده او ينقطع منهمطرف، او يخلفوا في اعقابهم، فكان الذى حذرمن اجتماع اهل بيروذ، و قد أبطأ ابو موسىحتى تجمعوا، فخرج ابو موسى حتى ينزلببيروذ على الجمع الذى تجمعوا بها فيرمضان، فالتقوا بين نهر تيرى و مناذر، و قدتوافى إليها اهل النجدات من اهل فارس والأكراد، ليكيدوا المسلمين، و ليصيبوامنهم عوره، و لم يشكوا في واحده من اثنتينفقام المهاجرين زياد و قد تحنط و استقتل،فقال لأبي موسى: أقم على كل صائم لما رجعفافطر فرجع اخوه فيمن رجع لابرار القسم، وانما اراد بذلك توجيه أخيه عنه لئلا يمنعهمن الاستقتال، و تقدم فقاتل حتى قتل، و وهنالله المشركين حتى تحصنوا في قله و ذله، واقبل اخوه الربيع، فقال: هيئ يا والعالدنيا، و اشتد جزعه عليه، فرق ابو موسىللربيع للذي رآه دخله من مصاب أخيه، فخلفهعليهم في جند، و خرج ابو موسى حتى بلغأصبهان، فلقى بها جنود اهل الكوفه محاصرىجى، ثم انصرف الى البصره، بعد