تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 4 -صفحه : 572/ 437
نمايش فراداده

«440»

سنه 35

فقال على: اما ما ذكرت من اقرارهم فو اللهما اشك ان ذلك خير في عاجل الدنيالاصلاحها، و اما الذى يلزمني من الحق والمعرفة بعمال عثمان فو الله لا اولى منهمأحدا ابدا، فان أقبلوا فذلك خير لهم: و انأدبروا بذلت لهم السيف قال ابن عباس:فأطعني و ادخل دارك، و الحق بمالك بينبع، واغلق بابك عليك، فان العرب تجول جولة وتضطرب و لا تجد غيرك، فإنك و الله لئن نهضتمع هؤلاء اليوم ليحملنك الناس دم عثمانغدا فأبى على، فقال لابن عباس: سر الىالشام فقد وليتكها، فقال ابن عباس:

ما هذا براى، معاويه رجل من بنى اميه و هوابن عم عثمان و عامله على الشام، و لست آمنان يضرب عنقى لعثمان، او ادنى ما هو صانعان يحبسني فيتحكم على فقال له على: و لم؟قال: لقرابه ما بيني و بينك، و ان كل ما حملعليك حمل على، و لكن اكتب الى معاويه فمنهوعده فأبى على و قال:

و الله لا كان هذا ابدا.

قال محمد: و حدثنى هشام بن سعد، عن ابىهلال، قال: قال ابن عباس: قدمت المدينة منمكة بعد قتل عثمان رضى الله عنه بخمسهايام، فجئت عليا ادخل عليه، فقيل لي: عندهالمغيره بن شعبه، فجلست بالباب ساعه، فخرجالمغيره فسلم على فقال: متى قدمت؟ فقلت:الساعة.

فدخلت على على فسلمت عليه، فقال لي: لقيتالزبير و طلحه؟ قال: قلت:

لقيتهما بالنواصف قال: من معهما؟ قلت: ابوسعيد بن الحارث بن هشام في فئه من قريشفقال على: اما انهم لن يدعوا ان يخرجوايقولون:

نطلب بدم عثمان، و الله نعلم انهم قتلهعثمان قال ابن عباس: يا امير المؤمنين،أخبرني عن شان المغيره، و لم خلا بك؟ قال:جاءني بعد مقتل عثمان بيومين، فقال لي:أخلني، ففعلت، فقال: ان النصح رخيص و أنتبقية الناس، و انى لك ناصح، و انى أشيرعليك برد عمال عثمان عامك هذا، فاكتباليهم باثباتهم على اعمالهم، فإذا بايعوالك و اطمان الأمر لك عزلت من احببت و اقررتمن احببت فقلت: و الله لا ادهن في ديني و لااعطى‏