تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 4 -صفحه : 572/ 492
نمايش فراداده

«495»

سنه 36

حتى نزل على اهل الكوفه و هم امام ذلك، والناس متلاحقون به و قد قطعهم، و لما بلغاهل البصره رأيهم و نزل على بحيث نزل، قامابو الجرباء الى الزبير ابن العوام فقال:ان الرأي ان تبعث الان الف فارس فيمسوا هذاالرجل و يصبحوه قبل ان يوافى اصحابه، فقالالزبير: يا أبا الجرباء، انا لنعرف امورالحرب، و لكنهم اهل دعوتنا، و هذا امر حدثفي أشياء لم تكن قبل اليوم، هذا امر من لميلق الله عز و جل فيه بعذر انقطع عذره يومالقيامه، و مع ذلك انه قد فارقنا وافدهمعلى امر، و انا أرجو ان يتم لنا الصلح،فابشروا و اصبروا و اقبل صبره بن شيمانفقال: يا طلحه، يا زبير، انتهز ابنا هذاالرجل فان الرأي في الحرب خير من الشدهفقالا: يا صبره انا و هم مسلمون، و هذا امرلم يكن قبل اليوم فينزل فيه قرآن، او يكونفيه من رسول الله (ص) سنه، انما هو حدث و قدزعم قوم انه لا ينبغى تحريكه اليوم.

و هم على و من معه، فقلنا: نحن لا ينبغى لناان نتركه اليوم و لا نؤخره فقال على: هذاالذى ندعوكم اليه من اقرار هؤلاء القوم شرو هو خير من شر منه، و هو كأمر لا يدرك، و قدكاد ان يبين لنا، و قد جاءت الأحكام بينالمسلمين بايثار أعمها منفعه و أحوطها واقبل كعب بن سور فقال: ما تنتظرون يا قومبعد توردكم اوائلهم! اقطعوا هذا العنق منهؤلاء فقالوا: يا كعب، ان هذا امر بيننا وبين إخواننا، و هو امر ملتبس، لا و الله ماأخذ اصحاب محمد (ص) مذ بعث الله عز و جل نبيهطريقا الا علموا اين مواقع اقدامهم، حتىحدث هذا فإنهم لا يدرون ا مقبلون هم أممدبرون! ان الشي‏ء يحسن عندنا اليوم ويقبح عند إخواننا، فإذا كان من الغد قبحعندنا و حسن عندهم، و انا لنحتج عليهمبالحجه فلا يرونها حجه، ثم يحتجون بها علىأمثالها، و نحن نرجو الصلح ان أجابوا اليهو تموا، و الا فان آخر الدواء الكي.

و قام الى على بن ابى طالب اقوام من اهلالكوفه يسالونه عن اقدامهم على القوم،فقام اليه فيمن قام الأعور بن بنانالمنقرى، فقال له على: على الإصلاح و إطفاءالنائرة، لعل الله يجمع شمل هذه الامه بناو يضع حربهم، و قد أجابوني، قال: فان لميجيبونا؟ قال: تركناهم ما تركونا، قال:فان‏