سنه 320
و في مستهل جمادى الاولى اجتمع اهل الثغورو الجبال الى دار السلطان، و استنفرواالناس ببغداد، و ذكروا ما ينالهم منالديلم و الروم و ان الخراج انما يؤخذ منهمو من غيرهم ليصان به عامه الناس، و يدفععدوهم عنهم، و انهم قد ضاعوا و ضاعتثغورهم، و استطال عليهم عدوهم و رققواالقلوب بهذا و أشباهه، فثار الناس معهم وساروا الى الجامع بمدينه المنصور و كسروادرابزين المقصورة و اعواد المنبر، و منعوامن الخطبه، و وثبوا بحمزه الخطيب، و رجموهحتى ادموه، و سلخوا وجهه، و جروا برجله، وقالوا له:
يا فاجر، تدعو لرجل لا ينظر في امورالمسلمين، قد اشتعل بالغناء و الزنا عنالنظر في امور الحرمين و الثغور يفرق مالالله في أعداء الله، و لا يخاف عقابا، و لاينتظر معادا فلم يزالوا في هذه الحال الىوقت صلاه العصر، و فعلوا بعد ذلك مثل فعلهمالاول في أول جمادى الآخرة و نهضوا الى بابالوزير الفضل بن جعفر و راموا كسره، فرموابالسهام اعلى الدار، و قتل منهم نفر، فركباحمد بن خاقان و توسط امرهم، و ضمن لهم مايصلحهم.
و في ثمان خلون من رجب نقب الحسين بنالقاسم في دار الحاجبين نقبا اخرج منهغلمانه، و اراد الخروج بنفسه ففطن به و قبضعليه، و حدر الى البصره.
و لما كثر عند مؤنس من استامن اليه من قوادالعراق و رجال الخليفة و بلغه الاضطراببها، و انس الى الوزير الفضل بن جعفر، لماكان عليه من ترك المطالبه للناس، و دارتبين مؤنس و بين الوزير مكاتبات، و رجاالوزير ان تصلح الاحوال بمجيء مؤنس ويتأيد به على قمع المفسدين، و يتمكنبحضوره من صلاح امور الخليفة التي قداضطربت، فراسل مؤنسا في القدوم و رغبه فيالصلاح، و جنح مؤنس الى ذلك و رغب فيه، ورجا ما لم يعنه المقدار عليه فخرج مؤنس منالموصل يوم الأحد لثلاث عشره ليله بقيت منشوال بعد ان ضم الى نفسه قواده و رجاله، وقلد من وثق به الموصل و نصيبين و بعربايا وسائر الاعمال في تلك الناحية، فلما