سنه 320
انتهى مؤنس الى البردان، خرج اليه القوادو غيرهم مستأمنين اليه، مثل مفلح و بدرالحمال و ابو على كاتب بشر الافشينى و ابنهود و جماعه و بقي الغلمان الحجريه علىالوزير و ابن الخال في الشعيبي يطالبونهمابالمال و الزيادة لما علموا به من اقبالمؤنس.
و كتب مؤنس الى المقتدر كتبا يقول فيها:لست بعاص لأمير المؤمنين و لا شققت عصاه، وانما تنحيت عنه لمطالبه أعدائي لي عنده، وقد جئت الى بابه برجاله، و ليسن مذهبيالفتن و لا اراقه الدماء، و قد بلغنى انمولاى يحمل على محاربتى، و لا حظ في ذلكللفريقين، بل فيه الشتات و الفرقة و ذهابالعدد و حدوث البلاء، و فناء الرجال،فيأمر مولاى للجند الذين معى بأرزاقهمفندفع اليهم، ثم يصيرون اليه و تطيبنفوسهم عليه.
فاصغى المقتدر الى قوله و سربه، و قيل انهاصطبح مفلح و ابن الخال في دورهما سرورابذلك ثم قال للمقتدر ابنا رائق و ياقوت ومفلح و غيرهم، ممن كان يكره مؤنسا، و لايريد رجوعه: هذا عجز منك، و نقص بك، و لعلهاحيله عليك و خدعه لك، و حمل على اخراجمضاربه الى باب الشماسيه و العزم علىقتاله، و قالوا له: لو قد رآك كل من مع مؤنسلانصرفوا عنه، و تركوه وحده، و اخذوه فيذلك بالوعيد و الترهيب، فاخرج المقتدرمضاربه الى الشماسيه يوم الثلاثاء لاربعبقين من شوال و خرج بنفسه يوم الأربعاءلثلاث بقين منه بعد ان توضأ للصلاة، و برزالى دار العامه، فصلى بها، و كان كارهاللخروج و متثبطا فيه، و انما خرج مكرها حتىلقد حدثت بأنهم قالوا له: ان خرجت معنا الىحرب مؤنس و الا تقربنا بك اليه.
و حدث ذكى عن المقتدر انه راى في الليلةالتي خرج في صبيحتها الى مؤنس كان النبي (ص)كان يقول له: يا جعفر، اجعل إفطارك الليلةعندي، ففزع له و حدث به والدته، فجهدت بهالا يخرج، و كشفت عن ثدييها، و بكت، فغلبالقضاء و نزل البلاء.
قال: فحدثني احد خلفاء الحجاب ممن أثق به،قال: رايت المقتدر قبل خروجه الى مؤنس فيدار العامه و ابن رائق يستحثه و يقول له:عجل يا سيدي ليراك الناس، فقال له: الى ايناعجل يا وجه الشؤم! قال: و حدثنى ابن زعفرانعن تكين الخادم ان المقتدر لما عمل علىالخروج