سنه 360
اى أدركت بلقائك المنى، الا ان اهلىيعيروننى كيف لم اشاركهم في ذلك-
اى كل من يشاركني في السرور بقدومى يرى ماافدتنيه.
قال ابن الصابى: قيل ان مما نفق به ابنالعميد على ركن الدولة، ان ركن الدولةاراد ان يحدث بناء بالري، و اختار لهموضعا، و كانت فيه شجره، ذات استدارهعظيمه، و عروق نازله متشعبه، فقدر لقلعهاو اخراج عروقها جمله كثيره، و لم تقع ثقتهبأنها تستأصل استئصالا قاطعا، فقال ابنالعميد: انا اكفى الأمير هذه الكلفه، واقطع هذه الشجرة بعروقها بأهون شيء، فياقرب أمد، و اقل عدد.
فاستبعد ذلك ركن الدولة، و قال من طريقالإزراء: افعل، فاستدعى حبالا و أوتادا وسلك هذا السلك المعروق في جر الثقيل، فلمارتب ما رتبه، و نصب ما نصبه، اقام نفراقليلا حتى مدوا، و منع ان يقف احد علىجربان كثيره من الشجرة، بحسب ما قدره منوشوج أصولها و رسوخ عروقها.
و وقف ركن الدولة في موكبه ينظر، فماراعهم الا تزعزع الارض و انفتاحها وانقلاب قطعه كبيره منها، و سقوط الشجرةمنسله بجميع عروقها، فتعجب ركن الدولة منذلك، و استظرفه و استعظمه، و نظر الى ابىالفضل بعين الجلاله.
و هذا امر لا يعظم عند من يعرف الحيله فيه،و الطريق المقصود اليه.
و من شعر ابن العميد يذكر حال حبيب له بعد:
و في شهر ربيع الاول وصل ابو الحسن على بنعمرو بن ميمون، و قد ثبتت وكالته عندالقاضى ابى محمد بن معروف بن ابى تغلب، وتزوج له بنت عز الدولة