تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 58
نمايش فراداده

«66»

سنه 305

فوجه نصر الى المقتدر يشعره بان ابنالفرات قد حضر الجنازة في جميع اهله وحاشيته، و قال له: ان كنت عازما على انفاذامرك فيهم، فاليوم امكنك إذ لا تقدر علىجمعهم هكذا، فوجه المقتدر: اخر هذا فليسوقته، و خلع بعد جمعه من ذلك اليوم علىهارون ابن غريب، و قلد ما كان يتقلد أبوهمن الاعمال، و عقد له لواؤه بعد ذلك.

و في هذه السنه مات مصعب بن إسحاق بنابراهيم يوم الأحد سلخ شعبان، و قد بلغ سناعاليه، و صلى عليه الفضل بن عبد الملك اماممكة، و كان آخر من بقي من ولد إسحاق بنابراهيم، و انتهت اليه وصيته، و كان أعياالناس لسانا و اكثرهم في القول خطلا، و كانطويل اللحية مغفلا الا انه كان صالحا و كتبالحديث و رواه، و له اخبار و كتب مصحفهمنها ما كتب به الى اهله من القادسية لماحج و الفى هذا الكتاب بخطه، فحكيته علىألفاظه.

بسم الله الرحمن الرحيم كتابي إليكم منالقادسية و كنت قد اغفلت امر الاضاحىفقولوا لابن ابى الورد- يعنى وكيلا له-يشترى لكم ثلاث بقرات يحضيها على احد وعشرين أمهات الأولاد اثنى عشر و ابى و أميتمام العشرين، و انا آخرهم الحادي والعشرين، فرأيكم في ذلك تعجيله ان شاءالله.

و قال فيه بعض جيرانه من الشعراء:


  • وصى إسحاق يا بنى صدقه ضد لإسحاق في براعته و ان اتى بالكلام بدله فقال في حلقه لنالحقه‏

  • عما قليل سياخذالصدقه‏ يظهر من غير منطقحمقه‏ فقال في حلقه لنالحقه‏ فقال في حلقه لنالحقه‏

و ورد الخبر من فارس بموت إسحاقالاشروسنى، و كان قد تقلد شرطه الجانبالشرقى من بغداد.

و اقام الحج في هذه السنه ابن الفضل بن عبدالملك و أبوه حاضر معه.