سنه 305
حتى لحقهم القاسم، فنجاهم كلهم و هزمحباسه و اصحابه، فركبوا الليل، و وردت كتباهل مصر و صاحب البريد بها يذكرون جليلفعله، و حسن مقامه و هو لا يشك في انالسلطان يجزل له العطاء و يقطعه الاقطاعالخطيره، و يوليه الاعمال العاليه فلماوصل الى باب الشماسيه أقاموه بها، و منعوهالدخول الى ان مل و ضجر ثم أذنوا له فيالوصول، فاعتدوا بذلك نعمه عليه و كانالقاسم رجل صدق، كثير الفتوح، حسن النيه،فلم يزل منذ دخل بغداد كمدا عليلا الى انتوفى في آخر هذه السنه يوم الجمعه لسبعليال بقين من ذي الحجه.
و فيها ماتت بنت للمقتدر، فدفنتبالرصافة، و حضرها آل السلطان، و طبقاتالناس.
و فيها مات القاسم بن زكرياء المطرزالمحدث في صفر.
و في شهر ربيع الآخر مات القاسم بن غريبالخال، و لم يتخلف عن جنازته احد من القوادو الاجلاء، و ركب ابن الفرات الوزير الىغريب معزيا في عشى ذلك اليوم الذى دفن ابنهفي غداته.
و في هذا الشهر ورد الخبر بموت العباس بنعمرو الغنوي، و كان عامل ديار مضر، و مقيمابالرقة، فحمل ما تخلف من المال و الأثاث والسلاح و الكراع الى المقتدر، و اضطرب بعدموته امر ديار مضر، فقلدها وصيف البكتمرى،فلم يظهر منه فيها اثر يرضى، فعزل، و قلدهاجنى الصفواني فضبطها.
و فيها مات عبد الله بن ابراهيم المسمعييوم السبت لتسع ليال بقين من شهر ربيعالآخر، و دفن في داره التي أقطعها ببابخراسان، و كان عبد الله بن ابراهيمالمسمعي عاقلا عالما، قد كتب الحديث، وسمع عن الرياشي سماعا كثيرا، و كان حسنالحفظ، و كان ابنه عالما الا انه كان دونه.
و فيها مات سبكرى غلام عمرو بن الليثالصفار ببغداد.
و فيها مات غريب خال المقتدر يوم الأربعاءلثمان بقين من جمادى الآخرة، و صلى عليهاحمد بن العباس الهاشمى أخو أم موسى، و دفنبقصر عيسى و حضر جنازته الوزير على بن محمدو جميع حاشيته و القواد و القضاه، و كاننصر الحاجب قد احس من المقتدر سوء راى فيالوزير ابن الفرات و استثقالا لمكانه، وعملا في الإيقاع به،