ذکری الشیعة فی أحکام الشریعة

أبو عبد اللَّه شمس الدین محمد بن الشیخ جمال الدین المکی بن الشیخ شمس الدین محمد بن حامد بن أحمد المطلبی العاملی النباطی الجزینی المعروف بـ الشهید الأوّل‏

جلد 4 -صفحه : 468/ 370
نمايش فراداده

«379»

و لما فيه من التهاون في تأخير الصلاةليقتدي بالإمام الآخر، و ربما ادّى إلىاختلاف القلوب الذي تتسبب عنه العداوة.

و الأقرب عدم الكراهية، لعموم شرعيةالجماعة، و مسيس الحاجة فإن اجتماع أهلالمسجد دفعة واحدة يكاد يتعذّر، فلو كرهذلك أدّى إلى فوات فضيلة الجماعة.

و روى زيد بن علي، عن أبيه، عن آبائه، قال:«دخل رجلان المسجد و قد صلّى علي عليهالسّلام بالناس، فقال: ان شئتما فليؤمّأحدكما صاحبه، و لا يؤذن و لا يقيم».

و روي: ان رجلا دخل المسجد بعد ان صلّىالنبي صلّى الله عليه وآله فقال: «أيكميتّجر على هذا؟» فقام رجل فصلّى معه.

و في رواية: «إلا رجل يتصدّق على هذافيصلّي معه»، فلما صلّيا قال: «هذا جماعة».

و خبر أبي علي ليس صريحا في كراهةالجماعة، انما هو في كراهة الأذان والإقامة، و لا ريب في كراهيتهما إلّا معتفرّق الصفوف. و بما قلناه قال الشيخ فيالنهاية و الفاضل رحمهما اللَّه.

نعم، لو كان التخلّف عن الإمام الأول قصداكره ذلك على معنى نقص ثواب الجماعةالثانية، لما فيه من اختلاف القلوب، ويمكن ان يكون هذا محملا للخبر الأول.