و لما فيه من التهاون في تأخير الصلاةليقتدي بالإمام الآخر، و ربما ادّى إلىاختلاف القلوب الذي تتسبب عنه العداوة.
و الأقرب عدم الكراهية، لعموم شرعيةالجماعة، و مسيس الحاجة فإن اجتماع أهلالمسجد دفعة واحدة يكاد يتعذّر، فلو كرهذلك أدّى إلى فوات فضيلة الجماعة.
و روى زيد بن علي، عن أبيه، عن آبائه، قال:«دخل رجلان المسجد و قد صلّى علي عليهالسّلام بالناس، فقال: ان شئتما فليؤمّأحدكما صاحبه، و لا يؤذن و لا يقيم».
و روي: ان رجلا دخل المسجد بعد ان صلّىالنبي صلّى الله عليه وآله فقال: «أيكميتّجر على هذا؟» فقام رجل فصلّى معه.
و في رواية: «إلا رجل يتصدّق على هذافيصلّي معه»، فلما صلّيا قال: «هذا جماعة».
و خبر أبي علي ليس صريحا في كراهةالجماعة، انما هو في كراهة الأذان والإقامة، و لا ريب في كراهيتهما إلّا معتفرّق الصفوف. و بما قلناه قال الشيخ فيالنهاية و الفاضل رحمهما اللَّه.
نعم، لو كان التخلّف عن الإمام الأول قصداكره ذلك على معنى نقص ثواب الجماعةالثانية، لما فيه من اختلاف القلوب، ويمكن ان يكون هذا محملا للخبر الأول.