و السلام، مقتديا بمن سلف من العلماء-متّعهم الله بثوابه الجسيم- مردفا لهابقوله:
(1) أداء لبعض ما يجب عليه شكره من نعمةالظاهرة و آلائه المتظافرة، التي تصنيفهذه الرسالة الشريفة العذراء- التي لمتسمح فكرة بمثالها و لا نسج ناسج علىمنوالها- أثر من آثارها و قطرة من تيّاربحارها.
و من ثمّ عدل عن أسلوب هذا التركيب- حيثكان حقّه انتصاب الحمد على المصدريّةالموجب للجملة الفعلية- إلى الرفعبالابتدائية، لتصير جملة اسميّة، مقترناباللامين الدالّة إحداهما على الاستغراقأو الجنسيّة، و الثانية على اختصاص الحمدبالذات الإلهيّة، و إنّه حقيق بجميع أفرادالشكر الجليّة و الخفيّة، لرجوع جميعالنعم إلى مقدّس حضرته الأزليّة، و حينئذفتقصر عنها ألسنة الحامدين و جوارحالشاكرين، و تنهضم لديها مقاماتالعاملين، فيوجب ذلك البعد عن منازلالمقرّبين، فناسب جعل النسبة مقترنةبغيبة المحمود الواحد، لبعد مقامالحامدين.
و هذه الجملة من صيغ الحمد، و هو الوصفبالجميل، إذ القصد بها الثناء على الله،بمضمونها من أنّه مالك لجميع الحمد منالخلق، أو مستحقّ لأن يحمدوه، لا الإخباربذلك.
(2)- بالتحريك- و هو المنتشر، أي ألّفه
(3) أي شتاته، و اللام عوض عن المضاف إليه،و لا حظ بتخصيص هذه الصفة براعة الاستهلالحيث وفّقه في هذه الرسالة لجمع أشتاتالسنن على وجه بديع و سبيل منيع لم يسبقهإليها سابق، و لا ركض في حلبتها سابق.
و لمّا أشار إلى حمد اللّه تعالى و الثناءعليه بما هو أهله، مع التنبيه على النعمالحاضرة، أردفه بالثناء على الأرواحالمقدّسة المتوسّطة بين المنعم المطلق والمنعم عليه بتبليغ التكليف، و الحمل علىالوصف الشريف، و هم الأنبياء و الرسلصلوات الله و سلامه عليهم، فقال:
(4)- بالتحريك- و هو الخلق
(5) الآيات