فوائد الملیة لشرح الرسالة النفلیة

شمس الدین محمد بن مکی العاملی الشهیر باشهید الأول

نسخه متنی -صفحه : 336/ 53
نمايش فراداده

الكعبين؟ قال: «لا، إلّا بكفّه».

و هذا بخلاف مسح الرأس، إذ لم يرد النصّفيه بأزيد من ثلاث أصابع و إن كان جائزاحتّى صرّح به بعض الأصحاب بالمنع منالزائد عليها.

(و تقديم النيّة عند غسل اليدين على قولمشهور

(1) لأنّه من كمال الوضوء و سننه‏

(أو عند المضمضة و الاستنشاق)

(2) لما ذكر، بل هو أولى، لقربهما إلىالواجب.

و توقّف فيه بعض الأصحاب، نظرا إلى أنّمسمّى الوضوء الحقيقي خارج عنهما، و للقطعبالصحّة إذا قارن بها غسل الوجه دونها، ولذلك قال المصنّف:

(و الأولى عند غسل الوجه)

(3) بعد أن نسب التقديم إلى الشهرة، لعدمدليل صالح.

و على القول بجواز تقديمها أو استحبابهعند غسل اليدين فهو مشروط بكون الوضوء منحدث النوم أو البول أو الغائط، و كونه منإناء قليل ماؤه يمكن الاغتراف منه، إذ لايستحب غسلهما بدونه.

(و قصر النية على القلب)

(4) من دون ضمّ اللسان إليه، فإنّ القلبأصلها و التلفّظ بها بدعة حادثة.

(و حضور القلب عند جميع الأفعال)،

(5) فإنّه روح العبادة، و بسببه تعلودرجتها و يرتّب قبولها كما ورد فيالأخبار، و المراد بحضوره عندها: تدبّرحكمتها و إسرارها و غايتها في كلّ شي‏ءمنها بحسبه- كما حقّقناه في رسالة أسرارالصلاة- و كذلك بيّنا