للفعل الذي هو الإعطاء المنسوب إلى اللّهتعالى، و هو شرط بالاستعانة بخلاف المثال.
و أمّا الباء في قوله: «بشمالي» فتحتملالظرفيّة أيضا على وجه التوسّع، لأنّ اليدمن شأنها أن ينسب إليها أخذ الأشياء و إنكانت معنويّة.
و من هذا الباب رفع اليدين إلى اللّهتعالى بسؤال كلّ ما يحتاج إليه من أحوالالدنيا و الآخرة، و منه حديث الهذلي حينسأل النبيّ عليه السلام عن دعاء ينتفع به،إلى قوله: فقبض عليها بيده، و سيأتي.
و المراد هنا طلب ملء اليدين من الخير،فطلب لليمنى الكتاب، للمناسبة و الدلالةعلى الرضى عنه، فلمّا شغلت به بقيتاليسار، فطلب لها الخلد في الجنان.
و يجوز بناؤه على حذف المضاف، و هو براءةالخلد أو بشارته و نحو ذلك، أي أعطنيكتابي، و هو كتاب الحسنات بيميني و صحيفةأخرى تتضمّن براءة الخلد و بشارته بشمالي.
و يحتمل كونها سببيّة، أي بسبب غسلها، أونحوه من أعمال الخير، كأنّه طلب إعطاءالكتاب باليمنى جزاء لغسلها، و الخلد فيالجنان بسبب غسل اليسار.
و باء السببيّة ملحوظ في اليمين أيضالتطابق الجملتين، لكن حذفت لاشتغالهابالباء الأولى.
و نقل المصنّف رحمه اللّه عن بعض الفضلاءفي هذا التركيب معنيين غير ما ذكرنا، هما:
أحدهما: أن يكون المعنى: سهّل لي الخلد حتىأناله صفوا عفوا مفروغا كما يقول القائلفي الأمر المفروغ منه: جعلته على يساري وورائي و خلف ظهري، و تقديره:
اجعلني فارغ القلب من خوف فقدان الخلد.
و الثاني: أن يكون تقديره: وضع الجنة علىهذا المثال، فيأخذ الكتاب بيمينه، و يأخذ