فوائد الملیة لشرح الرسالة النفلیة

شمس الدین محمد بن مکی العاملی الشهیر باشهید الأول

نسخه متنی -صفحه : 336/ 63
نمايش فراداده

(و عند غسل اليسرى: اللهمّ لا تعطني كتابيبشمالي)

(1) قد جعل اللّه تعالى علامة رضاه- في ذلكاليوم الشديد و العفو عن التوبيخ والتهديد- إعطاء الكتاب الذي قد كتبه عليهالحفظة في دار الدنيا بيمينه، و علامةسخطه و إعراضه عن العبد- لكثرة ذنوبه و سوءأعماله- إعطاءه الكتاب بشماله، و هو منقرائن العذاب و التنويه بقبائح الكتاب.

و في بعض الروايات بدل بشمالي بيساري‏

(و لا تجعلها مغلولة إلى عنقي)

(2) خصّها بذلك مع أنّ اليمين تشاركها فيالغلّ عند إرادة عذابه كما ورد فيالأخبار، للاشتغال عند ذكر اليمين بطلبأنواع الخير- كما قد عرفت- و سؤال صرف السوءعند الشمال، فناسب تخصيصها بذكر الغلّ وإن لم تختصّ بالغلّ.

(و أعوذ بك من مقطّعات النار)

(3) و في بعض الروايات: النيران بالجمع.

و المقطّعات- بالقاف و الطاء المهملةالمشدّدة المفتوحة-: ثياب أهل النار، قالالجوهري: «المقطّعات من الثياب شبه الجبابو نحوها، و قال أبو عمرو: و مقطّعات الثياب:قصارها».

و مثله نقل الهروي في الغريبين عن أبيعبيد و نقل عن غيره: «أنّها كلّ ثوب يقطع منقميص و غيره، فإنّ من الثياب ما لا يقطعكالأزر و الأردية، و منها ما يقطع» قال:

«و ممّا يقوّي ذلك حديث ابن عباس في وصفسعف نخل الجنّة، منها مقطّعاتهم».

و لم يكن يصف ثيابهم بالقصر، لأنّه عيب.

و المقطّعات اسم واقع على الجنس لا يفردله واحد من لفظه، فلا يقال للجبّة:

مقطّعة، بل يقال لجملة الثياب: مقطّعات وللواحد ثوب كالإبل واحدها بعير، و المعشرواحدها رجل.

و ربّما ضبطه بعضهم في الدعاء بالفاء والظاء المعجمة جمع مفظعة بالكسر، يقال: