شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 151
نمايش فراداده

الهيولى إنما تصير هذه الهيولى بعينهالأجل صورة تعينها لا من حيث إنها هذهالصورة بل من حيث إنها صورة ما كما مر و أماتشخص الصورة بذات الهيولى فليس بمعقوللوجهين الأول أن هذه الصورة لم تصر هذهالصورة بعينها لأجل الهيولى من حيث إنهاهيولى ما فإن هذه الصورة لا تعقل مفارقةلهذه الهيولى و متعلقة بها من حيث هيولى مابخلاف الهيولى فإنها تعقل أن تكون هذهالهيولى و إن لم تكن هذه الصورة فإذن تشخصالصورة بالهيولى يكون من حيث هي هذهالهيولى لا من حيث هي مطلقة و الثاني أنذات الهيولى هي حقيقة القابلية والاستعداد فكيف تصير علة و فاعلا للتشخصبل قد قيل إن كل نوع يحتمل أن يكون له أشخاصفذلك النوع إنما يتشخص بالمادة أي يتشخصبها من حيث هي قابلة للتشخص فيصير النوعلأجلها كثيرا لا من حيث هي فاعلة لذلك بلالفاعلية هي الأعراض المكتنفة لها كالوضعو الأين و متى و أمثالها المسماةبالمشخصات فظهر أن تشخص الصورة يكونبالهيولى المعينة من حيث هي قابلة لتشخصهاو تشخص الهيولى بالصورة المطلقة من حيث هيفاعلة لتشخصها و سقط الدور و هذه المسألةمن غوامض هذا العلم و أن قول الفاضل الشارحالشي‏ء المطلق غير موجود فليس بصحيح و ذلكلأن الشي‏ء المطلق يمكن أن يؤخذ بلا شرطالإطلاق و التقييد و يمكن أن يؤخذ بشرطالإطلاق كما مر ذكره و الأول موجود فيالخارج و العقل و إليه نذهب هاهنا و الثانيموجود في العقل دون الخارج فإذن ليس بصحيحأن يقال إنه غير موجود أصلا و أما الجواببانضمام الوجود إلى الماهية فغير صحيحأيضا لأنهما أمران عقليان و لا يصح إلحاقالأمور الخارجية من حيث هي خارجية فيأحكامها بالأمور العقلية من حيث هي عقلية

(26) وهم و تنبيه

(و لعلك تقول لما كان كل واحد منهما يرتفعالآخر برفعه فكل واحد منهما كالآخر فيالتقدم و التأخر و الذي يخلصك من هذا أصلتحققه و هو أن العلة كحركة يدك بالمفتاح وإذا رفعت رفع المعلول كحركة المفتاح و أماالمعلول فليس إذا رفع رفع العلة فليس رفعحركة المفتاح هو الذي يرفع حركة يدك و إنكان معه بل يكون إنما أمكن رفعها لأن العلةو هي حركة يدك كانت رفعت و هما أعنيالرفعين معا بالزمان و رفع العلة متقدمعلى رفع المعلول بالذات كما في إيجابهما ووجوديهما) لما ثبت أن التلازم بين الصورة والهيولى هو بسبب احتياج الهيولى إلىالصورة من حيث الذات لا بالعكس ورد عليه شكو هو أنهما لما تلازما في الرفع فليسأحدهما بالتقدم أو التأخر أولى من الآخر وهذا الشك لا يختص بهما بل هو وارد على أحدقسمي التلازم الذي يكون بين العلة التامةو بين معلولها و الجواب أن التلازم فيالرفع إنما يكون من جهة الزمان و لا يكونمن حيث الذات بل رفع أحدهما بالذات أقدم منرفع الآخر و لذلك قيل عدم العلة علة العدمكما كان في جانب الوجود إيجاب العلة ممايوجدهما معا أقدم من إيجاب المعلول و وجودالعلة أقدم من وجود المعلول

(27) تذنيب

(يجب أن تتلطف من نفسك و تعلم أن الحالفيما لا يفارقه صورته في تقدم الصورة هذهالحال) الجسم الذي لا يفارق صورته هوالفلكيات بأسرها و بيان أن حالها في تقدمالصورة حال العنصريات أن تعلق كل واحدة منالهيولى و الصورة بالأخرى هناك