شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 274
نمايش فراداده

العنيفة فيما يغلب عليه أحد العناصرالثلاثة الباقية من غير وصول نار غريبةيمكن نفوذها في المتسخن فالمحكوك هوالشي‏ء اليابس الصلب الذي يماسه مثلهمماسة عنيفة كخشبتين يابستين فإنالمحكوكة منهما تحمى بل تحرق من غير نار وهو مما تغلب عليه الأرضية و المخلخل هوالذي يجعل قوامه بالقسر رقيقا متخلخلاكهواء الكير بإلحاح النفخ عليه و منعالهواء الحار من الدخول إليه فإنه يتسخنلا محالة و ذلك لأن السخونة تستلزمالتخلخل فالحركة الشديدة المقتضية لرقةالقوام تقتضي السخونة أيضا و المخضخض هوالجسم الرطب كالماء و نحوه الذي يحركتحريكا شديدا فإنه يتسخن أيضا (قوله واعتبر حال المسخن في مستحصف و في متخلخل هليمنع الاستحصاف نفوذ ما يسخن بالفشو فيهعلى نسبة قوامه) أقول و هذا استدلال ثان وهو أن المائعين المتشابهين إذا سخنا فيإناءين أحدهما مستحصف أي مستحكم الجرمكالنحاس مثلا و الثاني متخلخل أي متخلخلفي الوضع بمعنى الاشتمال على الفرج والمسامات الصغيرة كالخزف فلو كان التسخنبنفوذ النار و فشوها في المائع لوجب أنيتسخن الذي في المتخلخل قبل الآخر علىنسبة القوامين لسهولة النفوذ فيه دونالآخر و ليس الأمر كذلك