شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 276
نمايش فراداده

هذا هو المذهب الآخر القول بالكمون والبروز و إنما اقتصر على الحك و الخضخضةلأن كون النار فيما يغلب عليه البارد أنبالطبع أغرب و قال الفاضل الشارح و ذلك لأنلهم أن يقولوا الهواء حار بالطبع و تأثيرالخلخلة فيه تصفيته عما يخالطه من الأرض والماء حتى تظهر كيفيته و لا تلزم على ذلكاستحالة (قوله فهل يسعك أن تصدق بوجود جميعالنارية المنفصلة عن خشبة الغضا فيهامخلفة لبقية منها فاشية في ظاهر الجمرة وباطنه و تحس فاشية في جميع جرم الزجاجالذائب عند استشفاف البصر فلو لم يكن فيالخشب من النارية إلا الباقي فيه عندالتجمر لكان لا يسعك أن تصدق بكمونه كمونالا يبرزه رض و لا سحق و لا يلحقه لمس و لانظر فكيف و لو كان هناك كمون و بروز لكانأكثر الكامن برز و فارق ثم الكلام بعد هذاطويل) نبه على فساد هذا المذهب بأن الناريةالكثيرة التي تنفصل عن خشبة الغضا منها ماينفصل و يبقى في ظاهر جمرها و باطنها مايبقى لا يمكن أن تكون موجودة بالفعل فيباطنها على سبيل الكمون غير محرقة إياها وكذلك النارية الفاشية في الزجاج الذائب لوكان قبل ذلك في الزجاج موجودا لكان مبصراكما كان بعد البروز مبصرا إذ هو شفاف لايمنع البصر عن النفوذ فيه و الإحساس بما فيباطنه بل لو لم تكن في الغضا إلا الناريةالباقية بعد التجمر لامتنع التصديقبوجودها بالفعل فيه وجودا لا يبرزه الرض والسحق و لا يدرك باللمس و النظر فكيف يمكنأن تصدق بوجود جميع تلك النارية التيانفصلت عنها حالة الاشتعال مع هذه الباقيةو المراد من قوله ثم