شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الانوار

محمد باقر مجلسی

جلد 1 -صفحه : 485/ 309
نمايش فراداده

96- و من خطبة له عليه السلام في اللّه و فيالرسول الأكرم

القسم الأول اللّه تعالى

الحمد للّه الأوّل فلا شي‏ء قبله، والآخر فلا شي‏ء بعده، و الظّاهر فلا شي‏ءفوقه، و الباطن فلا شي‏ء دونه.

القسم الثاني و منها في ذكر الرسول صلّىالله عليه وآله

مستقرّه خير مستقرّ، و منبته أشرف منبت،في معادن الكرامة، و مماهد (1289) السّلامة،قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار، و ثنيت إليهأزمّة (1290) الأبصار، دفن اللّه به الضّغائن(1291)، و أطفأ به الثّوائر (1292)، ألّف بهإخوانا، و فرّق به أقرانا، أعزّ بهالذّلّة، و أذلّ به العزّة. كلامه بيان، وصمته لسان.

بيان

يحتمل زائدا على ما تقدّم أن يكون المرادبالمستقرّ المدينة، و بالمنبت مكّةزادهما اللّه- تعالى- شرفا. قوله- عليهالسلام- «و مماهد السلامة» قال ابن ميثم:«المهاد» الفراش، و لمّا قال: «في معادن» وهي جمع «معدن» قال بحكم القرينة والازدواج: «و مماهد» و إن لم يكن الواحدمنها ممهدا، كما قالوا: الغدايا و العشاياو مأجورات و مأزورات و نحو ذلك. و يعنيبالسلامة ههنا البراءة من العيوب، أي فينسب طاهر غير مأبون و لا معيب، و يحتمل أنيراد بمعادن الكرامة و مماهد السلامة مكّةو المدينة، فإنّهما محلّ العبادة والسلامة من عذابه و الفوز بكرامته، ويحتمل أن يراد بمماهد السلامة ما نشأ عليهمن مكارم الأخلاق الممهّدة للسّلامة منسخط اللّه. قوله‏