95- و من خطبة له عليه السلام يقرر فضيلةالرسول الكريم
بعثه و النّاس ضلّال في حيرة، و حاطبون(1285) في فتنة، قد استهوتهم الأهواء، واستزلّتهم (1286) الكبرياء، و استخفّتهم (1287)الجاهليّة الجهلاء (1288)، حيارى في زلزال منالأمر، و بلاء من الجهل، فبالغ صلّى اللهعليه وآله في النّصيحة، و مضى علىالطّريقة، و دعا إلى الحكمة، و الموعظةالحسنة.
بيان
«الحاطب» هو الّذي يجمع الحطب، و يقال:حاطب ليل لمن يجمع بين الصواب و الخطأ، ويتكلّم بالغثّ و السمين.أقول: و يحتمل أن يكون- عليه السلام-استعار الحطب لما يكتسبونه من الأعمال،لأنّها كانت ممّا يحرقهم في النار، و فيبعض النسخ: «خابطون» أي كانت حركاتهم علىغير نظام. قوله- عليه السلام- «استهوتهمالأهواء» أي دعتهم و جذبتهم إلى أنفسها،أو إلى مهاوي الهلاك، و يقال: «استخفّه» أيوجده خفيفا و خفّ عليه تحريكه، و«الزلزال» بالفتح اسم، و بالكسر مصدر.