روي أنّه- عليه السلام- كلّمهم بهذاالكلام لمّا اعتزلوا و تنادوا من كلّناحية: «لا حكم إلّا للّه، الحكم للّه ياعليّ لالك» و قالوا: «بان لنا خطاؤنافرجعنا و تبنا، فارجع إليه أنت و تب». و قالبعضهم: «أشهد على نفسك بالكفر، ثمّ تب منهحتّى نطيعك». و «الحاصب» الريح الشديدةالّتي تثير الحصباء و هي صغار الحصاء، وإصابة الحاصب كناية عن العذاب، و قيل: أيأصابكم حجارة من السماء. و «الأوب»بالفتح، و «الإياب» بالكسر، الرجوع. و«الأعقاب» مؤخّر الأقدام، و «أثرها»بالتحريك، علامتها، و الرجوع على العقب هوالقهقرى، فهو كالتاكيد للسّابق، قيل: هوأمر لهم بالإباب و الرجوع إلى الحقّ من حيثخرجوا منه قهرا كأنّ القاهر يضرب فيوجوههم يردّهم على أعقابهم، و الرجوع هكذاشرّ الأنواع، و قيل: هو دعاء عليهم بالذل وانعكاس الحال.أقول: و يحتمل أن يكون الأمر على التهديدكقوله- تعالى-: وَ قُلِ اعْمَلُوافَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ. و«الأثرة» بالتحريك، الاسم من قولك: «فلانيستأثر على أصحابه» أي يختار لنفسه أشياءحسنة و يخصّ نفسه بها، و «الاستئثار»الانفراد بالشيء، أو من «اثر يؤثرإيثارا» إذا أعطى، أي يفضل الظالمون غيركمعليكم في نصيبكم و يعطونهم دونكم. و قيل:يجوز أن يكون المراد بالآبر النمّام.