قيل: إنّما قال ذلك في ردّ قول من قال: إنّمصانعته- عليه السلام- لمحاربيه و مخالفيهو مداهنتهم أولى من محاربتهم. قوله- عليهالسلام- «و خابط الغيّ» ذكر المخابطة هناللمبالغة من الجانبين. و «الإدهان»المصانعة. و «نهجه» أوضحه. قوله- عليهالسلام- «عصبه بكم» أي أناطه و ربطه بكم وجعله كالعصابة الّتي تشدّ بها الرّأس. و«المنحة» العطيّة.
25- و من خطبة له عليه السلام
و قد تواترت (298) عليه الأخبار باستيلاءأصحاب معاوية على البلاد، و قدم عليهعاملاه على اليمن، و هما عبيد اللّه بنعباس و سعيد بن نمران لما غلب عليهما بسربن أبي أرطاة، فقام عليه السلام علىالمنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد، ومخالفتهم له في الرأي، فقال: ما هي إلّاالكوفة، أقبضها و أبسطها (299)، إن لم تكونيإلّا أنت، تهبّ أعاصيرك (300) فقبّحك اللّه وتمثل بقول الشاعر: لعمر أبيك الخير يا عمروإنّني على وضر (301)- من ذا الإناء- قليل ثمقال عليه السلام: أنبئت بسرا قد اطّلعاليمن. (302) و إنّي و اللّه لأظنّ أنّ هؤلاءالقوم