29- و من خطبة له عليه السلام بعد غارةالضحاك بن قيس صاحب معاوية على الحاجّ بعدقصة الحكمين و فيها يستنهض أصحابه لما حدثفي الأطراف - شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الانوار جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و قادحا زناد الاتعاظ و الازدجار، و منأعجبه قوله عليه السلام: «ألا و إنّ اليومالمضمار و غدا السّباق، و السّبقة الجنّةو الغاية النّار» فإن فيه- مع فخامة اللفظ،و عظم قدر المعنى، و صادق التمثيل، و واقعالتشبيه- سرّا عجيبا، و معنى لطيفا، و هوقوله عليه السلام: «السّبقة الجنّة، والغاية النّار» فخالف بين اللفظينلاختلاف المعنيين، و لم يقل: «السّبقةالنّار» كما قال: «السّبقة الجنّة»، لأنالاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب، و غرضمطلوب، و هذه صفة الجنة و ليس هذا المعنىموجودا في النار، نعوذ باللّه منها فلميجز أن يقول: «و السّبقة النّار» بل قال: «والغاية النّار»: لأن الغاية قد ينتهيإليها من لا يسره الانتهاء إليها، و منيسره ذلك، فصلح أن يعبر بها عن الأمرينمعا، فهي في هذا الموضع كالمصير و المآل،قال اللّه تعالى: «قل تمتّعوا فإنّ مصيركمإلى النّار» و لا يجوز في هذا الموضع أنيقال: سبقتكم- بسكون الباء- إلى النار،فتأمل ذلك، فباطنه عجيب، و غوره بعيد لطيف.و كذلك أكثر كلامه عليه السلام. و في بعضالنسخ: و قد جاء في رواية أخرى «و السّبقةالجنة»- بضم السين- و السّبقة عندهم: اسملما يجعل للسابق إذا سبق من مال أو عرض، والمعنيان متقاربان، لأن ذلك لا يكون جزاءعلى فعل الأمر المذموم و إنما يكون جزاءعلى فعل الأمر المحمود.
29- و من خطبة له عليه السلام بعد غارةالضحاك بن قيس صاحب معاوية على الحاجّ بعدقصة الحكمين و فيها يستنهض أصحابه لما حدثفي الأطراف
أيّها النّاس، المجتمعة أبدانهم،المختلفة أهواؤهم (365)، كلامكم يوهي (366)الصّمّ الصّلاب (367)، و فعلكم يطمع فيكمالأعداء تقولون في المجالس: كيت و كيت (368)،فإذا جاء القتال قلتم: حيدي