20- و من كلام له عليه السلام و فيه ينفر منالغفلة و ينبه إلى الفرار للّه
فإنّكم لو قد عاينتم ما قد عاين من ماتمنكم لجزعتم و وهلتم (265)، و سمعتم و أطعتم،و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، و قريب مايطرح الحجاب و لقد بصّرتم إن أبصرتم، وأسمعتم إن سمعتم، و هديتم إن اهتديتم، وبحقّ أقول لكم: لقد جاهرتكم العبر (266)، وزجرتم بما فيه مزدجر. و ما يبلّغ عن اللّهبعد رسل السّماء (267) إلّا البشر.
21- و من خطبة له عليه السلام و هي كلمةجامعة للعظة و الحكمة
فإنّ الغاية أمامكم، و إنّ وراءكمالسّاعة (268) تحدوكم (269). تخفّفوا (270)تلحقوا، فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم. قالالسيد الشريف: أقول: إن هذا الكلام لو وزن،بعد كلام اللّه سبحانه و بعد كلام رسولاللّه صلّى الله عليه وآله، بكل كلام لمالبه راجحا، و برّز عليه سابقا. فأما قولهعليه السلام: «تخففوا تلحقوا» فما سمعكلام أقل منه مسموعا و لا أكثر منه محصولا،و ما أبعد غورها من كلمة و أنقع (271) نطفتها(272) من حكمة و قد نبهنا في كتاب «الخصائص»على عظم قدرها و شرف جوهرها.