بيان - شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الانوار جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أذهب دهره و يتذكّر أموالا جمعها، أغمض(1463) في مطالبها، و أخذها من مصرّحاتها ومشتبهاتها، قد لزمته تبعات (1464) جمعها، وأشرف على فراقها، تبقى لمن وراءه ينعمونفيها، و يتمتّعون بها، فيكون المهنأ (1465)لغيره، و العبء (1466) على ظهره. و المرء قدغلقت رهونه (1467) بها، فهو يعضّ يده ندامةعلى ما أصحر (1468) له عند الموت من أمره، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيّام عمره، ويتمنّى أنّ الّذي كان بغبطه بها و يحسدهعليها قد حازها دونه فلم يزل الموت يبالغفي جسده حتّى خالط لسانه سمعه (1469)، فصاربين أهله لا ينطق بلسانه، و لا يسمع بسمعه:يردّد طرفه بالنّظر في وجوههم، يرى حركاتألسنتهم، و لا يسمع رجع كلامهم. ثمّ ازدادالموت التياطا (1470) به، فقبض بصره كما قبضسمعه، و خرجت الرّوح من جسده، فصار جيفةبين أهله، قد أوحشوا من جانبه، و تباعدوامن قربه. لا يسعد باكيا، و لا يجيب داعيا.ثمّ حملوه إلى مخطّ في الأرض، فأسلموه فيهإلى عمله، و انقطعوا عن زورته (1471).
بيان
«ما كانوا يجهلون» أي من تفصيل أهواله وسكراته أو لعدم استعدادهم له كأنّهمجاهلون. و «الولوج» الدخول. و «المصرّحات»يحتمل الحلال الصريح و الحرام الصريح. و«العبء» بالكسر، الحمل. و يقال: «غلقالرهن يغلق غلوقا» إذا بقي في يد المرتهنلا يقدر راهنه على فكّه. «على ما أصحر له»أي انكشف، و أصله