حتّى إذا بلغ الكتاب أجله، و الأمرمقاديره، و ألحق آخر الخلق بأوّله، و جاءمن أمر اللّه ما يريده من تجديد خلقه، أماد(1472) السّماء و فطرها (1473)، و أرجّ الأرض وأرجفها، و قلع جبالها و نسفها، و دكّ بعضهابعضها من هيبة جلالته و مخوف سطوته، و أخرجمن فيها، فجدّدهم بعد إخلاقهم (1474)، وجمعهم بعد تفرّقهم، ثمّ ميّزهم لما يريدهمن مسألتهم عن خفايا الأعمال و خباياالأفعال، و جعلهم فريقين: أنعم على هؤلاء وانتقم من هؤلاء فأمّا أهل الطّاعة فأثابهمبجواره، و خلّدهم في داره، حيث لا يظعنالنّزّال، و لا تتغيّر بهم الحال، و لاتنوبهم الأفزاع (1475)، و لا تنالهم الأسقام،و لا تعرض لهم الأخطار، و لا تشخصهم (1476)الأسفار. و أمّا أهل المعصية فأنزلهم شرّدار، و غلّ الأيدي إلى الأعناق، و قرنالنّواصي بالأقدام، و ألبسهم سرابيلالقطران (1477)، و مقطّعات (1478) النّيران، فيعذاب