و فرض عليكم حجّ بيته الحرام، الّذي جعلهقبلة للأنام، يردونه ورود الأنعام، ويألهون إليه و لوه الحمام (65)، و جعلهسبحانه علامة لتواضعهم لعظمته، و إذعانهملعزّته، و اختار من خلقه سمّاعا أجابواإليه دعوته، و صدّقوا كلمته، و وقفوامواقف أنبيائه، و تشبّهوا بملائكتهالمطيفين بعرشه. يحرزون الأرباح في متجرعبادته، و يتبادرون عنده موعد مغفرته،جعله سبحانه و تعالى للإسلام علما، وللعائذين حرما، فرض حقّه، و أوجب حجّه، وكتب عليكم و فادته (66)، فقال سبحانه: «وللّه على النّاس حجّ البيت من استطاع إليهسبيلا، و من كفر فإنّ اللّه غنيّ عنالعالمين».
2- و من خطبة له عليه السّلام بعد انصرافهمن صفين و فيها حال الناس قبل البعثة و صفةآل النبي ثم صفة قوم آخرين
القسم الأول
أحمده استتماما لنعمته، و استسلامالعزّته، و استعصاما من معصيته. و أستعينهفاقة إلى كفايته، إنّه لا يضلّ من هداه، ولا يئل (67) من