92- و من كلام له عليه السلام لما أرادهالناس على البيعة بعد قتل عثمان رضي اللّهعنه
دعوني و التمسوا غيري، فإنّا مستقبلونأمرا له وجوه و ألوان، لا تقوم له القلوب،و لا تثبت عليه العقول (1245). و إنّ الآفاق قدأغامت (1246)، و المحجّة (1247) قد تنكّرت (1248). واعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل و عتب العاتب، و إنتركتموني فأنا كأحدكم، و لعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم، و أنا لكموزيرا، خير لكم منّي أميرا تبيين المخاطبون بهذا الخطاب الطّالبون للبيعةبعد قتل عثمان، و لمّا كان النّاس نسواسيرة النبيّ- صلّى الله عليه وآله- واعتادوا بما عمل فيهم خلفاء الجور منتفضيل الرؤساء و الأشراف لانتظام أمورهم وأكثرهم إنّما نقموا على عثمان استبدادهبالأموال كانوا يطمعون منه- عليه السلام-أن يفضّلهم أيضا في العطاء و التشريف و لذانكث طلحة و الزبير في اليوم الثاني منبيعته، و نقموا عليه التسوية في العطاء وقالوا: آسيت بيننا و بين الأعاجم و كذلكعبد اللّه بن عمر، و سعيد بن العاص، ومروان و أضرابهم، و لم يقبلوا ما قسم لهم،فهؤلاء القوم لمّا طلبوا البيعة بعد قتلعثمان قال- عليه السلام- لهم: «دعوني والتمسوا غيري» إتماما للحجّة عليهم