انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم(1304)، و اتّبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم منهدى، و لن يعيدوكم في ردى، فإن لبدوافالبدوا (1305)، و إن نهضوا فانهضوا. و لاتسبقوهم فتضلّوا، و لا تتأخّروا عنهمفتهلكوا. لقد رأيت أصحاب محمّد صلّى اللهعليه وآله، فما أرى أحدا يشبههم منكم لقدكانوا يصبحون شعثا غبرا (1306)، و قد باتواسجّدا و قياما، يراوحون (1307) بين جباههم وخدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكرمعادهم كأنّ بين أعينهم ركب المعزى (1308) منطول سجودهم إذا ذكر اللّه هملت أعينهمحتّى تبلّ جيوبهم، و مادوا (1309) كما يميدالشّجر يوم الرّيح العاصف، خوفا منالعقاب، و رجاء للثّواب
بيان
«فلن يفوت» المفعول محذوف أي فلن يفوته. و«الأخذ» التناول و العقوبة. و «المرصاد»الطريق يرصد بها. و «الشجا» ما ينشب فيالحلق من عظم و غيره. و موضع الشجا هوالحلق. و «مساغ ريقه» موضع إساغته. و «ساغالشراب» سهل في الحلق، و «سغت الشراب»يتعدّى و لا يتعدّى. و هذا إمّا تهديد لأهلالشام أو لأصحابه كما سيأتي نسبة الظلمإليهم. و «ظهر عليه» غلب. و «راعي القوم» منولى عليهم. و «الاستنفار» الاستنجاد والاستنصار، أو طلب النفور و الإسراع إلىالقتال.قوله- عليه السلام- «و عبيد كأرباب» أيأخلاقكم أخلاق العبيد من