يا أشباه الرّجال و لا رجال حلوم الأطفال،و عقول ربّات الحجال، (347)، لوددت أنّي لمأركم و لم أعرفكم معرفة- و اللّه- جرّتندما، و أعقبت سدما (348). قاتلكم اللّه لقدملأتم قلبي قيحا (349)، و شحنتم (350) صدر غيظا،و جرّ عتموني نغب (351) التّهمام (352)، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان و الخذلان،حتّى لقد قالت قريش: إنّ ابن أبي طالب رجلشجاع، و لكن لا علم له بالحرب. للّه أبوهم وهل أحد منهم أشدّ لها مراسا (354)، و أقدمفيها مقاما منّي لقد نهضت فيها و ما بلغتالعشرين، و هأنذا قد ذرّفت على السّتّين(355) و لكن لا رأي لمن لا يطاع
بيان
قال ابن ميثم و غيره: هذه الخطبة مشهورةذكرها أبو العبّاس المبرّد و غيره، والسبب المشهور لها أنّه ورد عليه منالأنبار فأخبره أنّ سفيان بن عوف الغامديّقد ورد في خيل معاوية إلى الأنبار و قتلعامله حسّان بن حسّان البكريّ، فصعد- عليهالسلام- المنبر و خطب النّاس و قال: إنّأخاكم البكريّ قد أصيب بالأنبار،فانتدبوا إليهم حتّى تلاقوهم، فإن أصبتممنهم طرفا أنكلتموهم عن العراق أبدا مابقوا.ثمّ سكت رجاء أن يجيبوه بشيء، فلمّا رأىصمتهم نزل و خرج يمشي راجلا حتّى أتىالنخلية و النّاس يمشون خلفه حتّى أحاط بهقوم من أشرافهم و قالوا: ترجع يا أميرالمؤمنين و نحن نكفيك، فقال ما تكفوني و لاتكفون أنفسكم، فلم يزالوا به حتّى ردّوهإلى منزله، فبعث سعيد بن قيس الهمد انيّ فيثمانية الآف في طلب سفيان فخرج حتّى